الآيتان : 4 و5 : وقوله تعالى : { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا } { ما لهم من علم } هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : أي يعلمون أنه لم يتخذ ولدا ، ولكن يقولون ذلك على العلم منهم كذبا وزورا كقوله : { وتدعونني إلى النار } { تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم } { غافر : 41 و42 ) أي أشرك ( به ){[11374]} ما أعلم منه ( أنه ){[11375]} ليس هو بشريك له ، وكقوله : قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات } ( يونس : 18 ) أي أتنبئون الله بما يعلم أنه ليس على ما يقولون .
والثاني : يحتمل قوله : { ما لهم به من علم } أي عن جهلهم يقولون من الولد والشريك لا عن علم تقليدا لآبائهم ، لأنهم ليسوا بأهل كتاب يعرفون به ، ولا كانوا يؤمنون بالرسل وأسباب العلم وهذين الكتاب والرسل . فما قالوا إنما قالوا عن جهل لا عن علم ، وكذلك آباؤهم . فإن كان على هذا ففيه دلالة أن من قال شيئا عن جهل فإنه مؤاخذ به حين{[11376]} قال : { وينذر الذين قالوا } الآية .
وقوله تعالى : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } أي كبرت وعظمت تلك الكلمة ( التي ){[11377]} قالوها على من عرف الله حق المعرفة حتى كادت السماوات والأرض تنشق لعظم ما قالوا في الله كقوله : { تكاد السماوات يتفطرن منه } الآية( مريم : 90 ) .
وقوله تعالى : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } أي كبرت وعظمت تلك الكلمة ( التي ) قالوها على من عرف الله حق المعرفة حتى كادت السماوات والأرض تنشق لعظم ما قالوا في الله كقوله : { تكاد السماوات يتفطرن منه } الآية( مريم : 90 ) .
وقوله تعالى : { إن يقولون إلا كذبا } أي ما يقولون إلا كذبا .
ثم تكلم أهل الأدب في نصب { كلمة } قال بعضهم : انتصبت على المصدر أي كبرت كلمتهم التي قالوها { كلمة } كقوله : { وكلم الله موسى تكليما } ( النساء : 164 ) .
وقال قُطْرُب : هو على الوصف كما يقال : بئس رجلا ، ونعم رجلا على الوصف به{[11378]} وذلك جائز في اللغة . فعلى ذلك هذا .
وقال الخليل : إنما انتصبت لأنها نعت لاسم مضمر ( هو ){[11379]} معرفة ، وهو بمنزلة قوله : { ساء مثلا } ( الأعراف : 177 ) وإنما كان نعتا لاسم مضمر لأنه قال : { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا } فهذا القول فرية . فتأويله : كبرت الفِرْيَةُ كلمة . وقد قيل : كَبُرَت المقالة كلمة ، وهو ما ذكرنا ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { تخرج من أفواههم } أي كَبُرَت كلمة تكلموا بها . أو يقول : /312- ب/ كَبُرَت كلمة تتكلمونها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.