ثم قال تعالى حكاية عنه : { وإني خفت الموالي من روائي }[ 4 ] أي : إني{[43833]} خفت بني عمي وعصبتي من بعدي أن يرثوني .
وقيل{[43834]} : ( من [ ورائي ) : من قدامي ]{[43835]} .
قال ابن عباس/ : الموالي هنا ، الكلالة الأولياء ، خاف أن يرثوه ، فوهب الله له يحيى{[43836]} .
وقيل : إنما خاف أن تقطع النبوة من ولده ، وترجع إلى عصبته من غير ولد يعقوب ، فأجاب الله دعاءه بعد أربعين سنة فيما ذكر ابن وهب{[43837]} وغيره{[43838]} .
وقيل : معناه ، خفت بني عمي عن الدين{[43839]} : يعني شرارهم فسأل الله تعالى في ولد يقوم بالدين بعده ، ويرث النبوة من آل يعقوب ، وقال أبو صالح ، خاف موالي الكلالة . والموالي والأولياء سواء في كلام العرب{[43840]} .
وقيل للعصبة موالي ، لأنهم يلون الميت في النسب .
وروي عن عثمان{[43841]} ( رضي الله عنه ) أنه قرأ{[43842]} { وإني خفت الموالي من ورائي } ( بفتح الخاء ، وتشديد الفاء ، وإكسار التاء وإسكان الياء ){[43843]} وهي قراءة زيد بن ثابت{[43844]} وسعيد بن جبير ، جعل الفعل للموالي ، أي : إني قلت الموالي{[43845]} الأولياء من بعدي فليس لي وارث .
ثم قال : { فهب لي من لدنك وليا }[ 4 ] .
أي : وهب لي وارثا ومعينا يرثني في مالي ، و( يرث من آل يعقوب ) ، يعني النبوة .
وكان زكريا ( عليه السلام ) من ولد يعقوب ، وهو زكريا بن آذن ، وعمران بن ماثان من ولد أيوب النبي صلى الله عليه وسلم . من سبط يهوذا بن يعقوب ، وكان زكريا وعمران في زمن واحد ، فتزوج زكريا أشياع بنت عمران أخت مريم عمران ، واسم أمها – امرأة عمران – حنة . فيحيى{[43846]} وعيسى ابنا خالة . وكان زكريا نجارا . وكفل مريم{[43847]} بعد موت أبيها ، لأن أختها عنده ، ولأن قلمه خرج دون أقلامهم . فلما حملت مريم بعيسى ، أشاعت اليهود أنه ركب من مريم الفاحشة فقتلوه في جوف شجرة ، فقطعوه وقطعوها معه{[43848]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.