قوله : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ) [ 184 ] إلى قوله : ( وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) [ 187 ] .
قال الحسن : " هذه الآية نزلت في سائل سأل النبي [ عليه السلام ]( {[5889]} ) فقال : أي ربنا ؟ فأنزل الله عز وجل( {[5890]} ) : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ) الآية " ( {[5891]} ) .
وروي أن/ سائلاً سأل [ النبي عليه السلام ]( {[5892]} ) فقال : يا( {[5893]} ) محمد : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله [ جل ذكره ]( {[5894]} ) : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ) . الآية( {[5895]} ) .
وروي أن المشركين قالوا : كيف يكون الله قريباً( {[5896]} ) وبيننا وبينه سبع سماوات غلاظ ، كل سماء مسيرة خمسمائة عام( {[5897]} ) ، وبين كل سماءين كذلك ؟ فأنزل الله سبحانه : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ) . الآية( {[5898]} ) .
وقال عطاء : " لما نزلت : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمُ ) [ غافر : 80 ] ، قالوا : يا رسول الله ، في أي ساعة ؟ قال : فنزلت : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ) . الآية( {[5899]} ) .
قال السدي : " ليس من عبد مؤمن يدعو الله إلا استجاب له ، فإن كان الذي يدعو به رَزقه في الدنيا ، وإن لم يكن له رزقاً في الدنيا ، ادُّخِر له إلى يوم القيامة أو دفع [ به عنه ]( {[5900]} ) مكروه( {[5901]} ) . وكذلك قال ابن عباس .
وعن النبي عليه السلام( {[5902]} ) أنه قال : " ما أُعْطِيَ أَحَدٌ الدُّعَاء فَمُنِع الإِجَابَةَ لأنَّ اللَّهَ يَقُولُ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمُ ) " ( {[5903]} ) .
والمعنى عند الطبري : " فإني( {[5904]} ) قريب في كل/وقت أجيب دعوة الداعي إذا( {[5905]} ) دعان " ( {[5906]} ) .
وقال مجاهد : " لما نزلت : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمُ ) ، قالوا : إلى أين ؟ فنزلت( {[5907]} ) : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )( {[5908]} ) . "
وقال قتادة : " لما نزلت : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمُ ) ، قال قوم : كيف ندعو يا رسول الله ؟ فنزلت ( وَإِذَا سَأَلَكَ ) " الآية( {[5909]} ) .
وقوله( {[5910]} ) : ( أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )( {[5911]} ) [ 185 ] .
فمعناه : إذا شئت كما قال : ( فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ )( {[5912]} ) .
وقوله ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُومِنُوا بِيَ ) [ 185 ] .
أي فليستجيبوا إلى طاعتي ، يقال : " استَجبْتُ لَهُ( {[5913]} ) واسْتَجَبْتُهُ " بمعنى أجبته( {[5914]} ) .
وقال أبو( {[5915]} ) عبيدة : " معناه : فليجيبوني " ( {[5916]} ) .
وتحقيق اللفظ عند/أهل العلم : فليستدعوا الإجابة ، /كما يقال : " استنصر " ، إذا استدعى النصر .
وعن أبي رجاء الخراساني أنه قال : " ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي )( {[5917]} ) فليدعوني " ( {[5918]} ) . وقيل : هو التلبية .
وقوله : ( وَلْيُومِنُوا بِيَ ) [ 185 ] : أي وليصدقوا بي إذا هم استجابوا لي بالطاعة أني لهم من وراء طاعتهم لي في الثواب عليها ، وإجزال( {[5919]} ) الكرامة عليها .
وقال أبو رجاء : ( وَلْيُومِنُوا بِيَ ) : معناه : " وليصدقوا( {[5920]} ) بي ) " أني أستجيب لهم( {[5921]} ) .
وقوله : ( لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) [ 185 ] . معناه : لعلهم يهتدون . و " لعل " من الله واجبة .
وقيل : معنى الإجابة هنا ، هو الإجابة بالثواب على الأعمال [ والطاعات ]( {[5922]} ) ، فمعنى الدعاء هنا مسألة العبد ربه ، إتمام ما وعده إياه من الجزاء على الطاعة( {[5923]} ) .
وروي عن النبي [ عليه السلام ]( {[5924]} ) . أنه قال : " الدُّعَاءُ هُوَ العبادَةُ " ، ثم قرأ ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمُ إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )( {[5925]} )( {[5926]} ) " .
وقيل : معناه : أجيب دعوة الداعي إن شئت( {[5927]} ) .
وقال الحسن في قوله تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمُ ) : " اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله " ( {[5928]} ) .
وقوله : ( فَإِنِّي قَرِيبٌ ) [ 185 ] . وقْف عند يعقوب( {[5929]} ) . وقال نصير( {[5930]} ) : الوقف " دعانِ " و " يَرْشُدُونَ " ( {[5931]} ) .
و( {[5932]} )الفعل من " يرْشُدونَ " : رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً ، ويقال : رَشَدَ يَرْشَدُ( {[5933]} ) رَشَداً ، فيقال : الرُّشْدُ وَالرَّشَدُ( {[5934]} ) ، كما يقال( {[5935]} ) : البُخْلُ والبَخَلُ ، والشُّغْلُ والشَّغَلُ ، وَالسُّقْمُ وَالسَّقَمُ ، وَالعُدْمُ والعَدَمُ وَالحُزْنُ ، والحَزَنُ ، وَالسُّخْطُ وَالسَّخَطُ ، وَالخُبْرُ وَالخَبَرُ ، وَالعُرْبُ وَالعَرَبُ ، وَالعُجْمُ وَالعَجَمُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.