{ اتل مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكتاب } أي القرآن ، وفيه الأمر بالتلاوة للقرآن ، والمحافظة على قراءته مع التدبر لآياته والتفكر في معانيه { وَأَقِمِ الصلاة إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر } أي دم على إقامتها ، واستمرّ على أدائها كما أمرت بذلك ، وجملة { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } تعليل لما قبلها ، والفحشاء ما قبح من العمل ، والمنكر : ما لا يعرف في الشريعة ، أي تمنعه عن معاصي الله ، وتبعده منها ، ومعنى نهيها عن ذلك أن فعلها يكون سبباً للانتهاء ، والمراد هنا الصلوات المفروضة { وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ } أي أكبر من كل شيء ، أي أفضل من العبادات كلها بغير ذكر . قال ابن عطية : وعندي أن المعنى : ولذكر الله أكبر على الإطلاق ، أي هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر ، فالجزء الذي منه في الصلاة يفعل ذلك ، وكذلك يفعل ما لم يكن منه في الصلاة ؛ لأن الانتهاء لا يكون إلاّ من ذاكر لله مراقب له . وقيل : ذكر الله أكبر من الصلاة في النهي عن الفحشاء ، والمنكر مع المداومة عليه . قال الفراء ، وابن قتيبة : المراد بالذكر في الآية : التسبيح والتهليل ، يقول : هو أكبر وأحرى بأن ينهى عن الفحشاء ، والمنكر . وقيل : المراد بالذكر هنا الصلاة ، أي وللصلاة أكبر من سائر الطاعات ، وعبر عنها بالذكر كما في قوله : { فاسعوا إلى ذِكْرِ الله } [ الجمعة : 9 ] للدلالة على أن ما فيها من الذكر هو العمدة في تفضيلها على سائر الطاعات ، وقيل المعنى : ولذكر الله لكم بالثواب والثناء عليكم منه أكبر من ذكركم له في عبادتكم وصلواتكم ، واختار هذا ابن جرير ، ويؤيده حديث : «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم » { والله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } لا تخفى عليه من ذلك خافية ، فهو مجازيكم بالخير خيراً وبالشرّ شرّاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.