وقوله تعالى : ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ) كأن الآية على الإضمار ، كأنه قال ( ولو يعجل الله للناس الشر ) إذا استعجلوه كما يعجل لهم الخير إذا استعجلوه ( لقضي إليهم أجلهم ) لأنه ليس يذكر في ظاهر الآية استعجالهم الشر ، إنما يذكر [ تعجيله الخير ولكن ][ في الأصل : تعجيل ولكن ، في وم : تعجليه ولكن ما ] فيه ما ذكرنا من الإضمار إضمار الاستعجال ، وهو ما ذكرنا في غير آية[ في الأصل وم : آي ] من القرآن استعجالهم العذاب كقوله : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )[ النحل : 1 ] وقوله : ( وأمطرنا عليها حجارة ) الآية[ هود : 82 ] ونحو[ في الأصل : ونحوه ] ذلك .
كانوا يستعجلون العذاب استعجال تضرع ، فيقول : لو عجل لهم العذاب إذا استعجلوه كما يعجل لهم الخير إذا استعجلوه ( لقضي إليهم أجلهم ) يقول : لهلكوا ، أو فنوا . هذا التأويل في أهل الكفر خاصة عند استعجالهم العذاب استعجال تضرع وسؤال .
ويشبه أن يكون هذا في جملة الخلق على غير تصريح السؤال ، ولكن عند ارتكابهم الشر يقول : ( ولو يعجل الله للناس الشر ) باكتسابهم الشر وبارتكابهم إياه وقت اكتسابهم [ كما يعجل لهم الخير وقت اكتسابهم الخير ][ ساقطة من م ] ( لقضي إليهم أجلهم ) لهم جزاء شرهم وقت اكتسابهم الشر كما يعجل لهم جزاء خيرهم ؛ لكان ما يستوجبون بارتكابهم الشر وقت فعلهم إياه ( لقضي إليهم أجلهم ) لكنه لم يجعل لهم ذلك ، وأخره إلى المدة التي جعل لآجالهم .
ويمكن وجه آخر ، وهو ما يدعو بعضهم على بعض باللعن والخزي ، ويقول الرجل عند شدة الغضب : اللهم العن فلانا ، اللهم اخزه ونحو ذلك من الدعوات . يقول : لو عجل لهم هذا كما يعجل لهم عند دعاء بعضهم بالرحمة والسعة ( لقضي إليهم أجلهم ) يكون هذا على وجوه ثلاثة :
أحدها : استعجال سؤال وتضرع [ وهو ][ ساقطة من الأصل وم ] الذي ذكرنا .
والثاني : بأفعالهم وارتكابهم الشر [ وقت ][ ساقطة من م ] ارتكابهم .
والثالث : في الأسباب التي بها يرتكبون ، ويفعلون .
وقوله تعالى : ( لقضي إليهم أجلهم ) يحتمل : لا يقدم ، ولا يؤخر ، وهو ما ذكر ( لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون[ الأعراف : 34و . . ] .
وقوله تعالى : ( فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ) هو ما ذكرنا أن من حكمته ألا يعاب أحدا من الكفرة في الكفر بصنعه الذي صنع ، ويقد يعجل لهم جزاء خيراتهم في الدنيا لما ساق إليهم من أنواع النعم . ولكن من حكمته أن يؤخر عقوبتهم إلى يوم القيامة . فذلك تأويله[ من م ، في الأصل : تأويل ] ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.