تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ} (49)

الآية 49 وقوله ( وإذ نجيناكم من آل فرعون ) قيل آل الرجل شيعته ، ولذلك قيل : آل رسول الله قرابته . وقيل : كل مؤمن هو من آله . وعلى ذلك الأمر بالصلاة عليه وعلى جميع من آمن به .

وقوله : ( يسومونكم سوء العذاب ) قيل فيه بوجهين : قيل : يقصدونكم سوء العذاب ؛ وذلك يرجع إلى الاستعباد والاستخدام بأنفسهم . وقيل : ( يسومونكم ) يذيقونكم أشد العذاب ، وذلك يرجع إلى ما يسوؤهم من تذبيح الأبناء وتقتليهم كقوله : ( يذبحون أبناءكم ) أي يقتلون{[756]} أبناءكم .

وقوله : ( ويستحيون نساءكم ) يحتمل أيضا وجهين : يحتمل : يستحيون من الحياة ؛ أي استحيوا قتل النساء لما لا يخافوهن{[757]} ، ويحتمل من الإحياء ؛ أي تركوهن أحياء فلم يقتلوهن .

وقوله : ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) ؛ قيل : البلاء ممدود هو النعمة ؛ كأنه قال : في ما نجيناكم{[758]} من فرعون وآله نعمة عظيمة ، وقيل : البلى{[759]} مقصور هو الابتلاء والامتحان ؛ كأنه قال : في استعباده{[760]} إياكم واستخدامه امتحان عظيم .


[756]:- من ط م و ط ع، في الأصل: ويقتلون.
[757]:- في النسخ الثلاث: يخافهن.
[758]:- من ط ع، في الأصل و ط م: ينجيكم.
[759]:- في النسخ الثلاث: البلاء.
[760]:- من ط م و ط ع، في الأصل: استعباده.