الآية 93 وقوله : و{ اذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة } قد ذكرنا{[1130]} في ما تقدم{[1131]} ما فيه مقنع إن شاء الله تعالى .
وقوله : { واسمعوا } يحتمل وجهين : يحتمل { واسمعوا } أي وأجيبوا ، ويحتمل { واسمعوا } وأطيعوا . لكن هذا في ما بين الخلق جائز : السمع والطاعة . وأما إضافة الطاعة إلى الله [ عز وجل ]{[1132]} [ فإنه غير جائز ؛ إذ ]{[1133]} لا يجوز أن يقال : أطاع الله ، وأما السمع فإنه يجوز لقوله [ عليه السلام ]{[1134]} : " سمع الله لمن حمده " [ البخاري : 690 ] .
[ وقوله ]{[1135]} : { قالوا سمعنا وعصينا } [ أي ]{[1136]} { سمعنا } قولك { وعصينا } [ أمرك ]{[1137]} لكن قولهم{[1138]}
{ وعصينا } لم يكن على إثر قلوبهم { سمعنا } ولكن بعد ذلك بأوقات ؛ لأنه قيل : لما أبوا قبول التوراة لما فيها من الشدائد والأحكام رفع الله الجبل فوقهم ، فقبلوا خوفا من{[1139]} أن يرسل عليهم الجبل ، وقالوا : أطعنا ، فلما زايل الجبل{[1140]} وعاد إلى مكانه ، فعند ذلك قالوا
{ وعصينا } ، وهو كقوله : { ثم توليتم من بعد ذلك } [ البقرة : 64 ] فالتولي منهم كان بعد ذلك بأوقات .
وقوله : { وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } قيل { وأشربوا } أي جعل { في قلوبهم } حب عبادة العجل ]{ بكفرهم } بالله عز وحل ، وقيل : سقوا حب العجل ]{[1141]} ، وقيل : إن موسى لما أحرق العجل ، ونسفه في البحر جعلوا يشربون منه لحبهم العجل ، وقيل : لما أحرق ، ونسف في البحر جعلوا يلحسون الماء حتى اصفرت وجوههم ، وقيل : إنهم لما رأوا في التوراة ما فيها من الشدائد قالوا عند ذلك : عبادة العجل أهون مما فيها من الشرائع ، وكله يرجع إلى واحد ، وذلك كله آثار الحب .
وقوله : { قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين } قيل : { قل } يا محمد { قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين } بالعجل الكفر بالله عز وجل ، وقيل : إن اليهود ادعوا أنهم مؤمنون بالتوراة ، فقال : { قل بئسما يأمركم } أي بالتوراة إذ كفرتم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد وجدتموه فيها : بعثه{[1142]} ووصفه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.