تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ كَانُواْ غُزّٗى لَّوۡ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجۡعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسۡرَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (156)

الآية 156 وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى } الآية : اختلف في قوله تعالى : { كالذين كفروا } قال بعضهم : نهى المؤمنين أن يكونوا كالذين كفروا في السر والعلانية وقالوا لإخوانهم يعني المنافقين : لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا وقيل : لا تكونوا كالمنافقين الذين{[4525]} قالوا لإخوانهم يعني لبعضهم : لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا وقيل : قالوا لإخوانهم يعني المؤمنين : تولوا وهم كانوا إخوانهم في النسب وإن لم يكونوا إخوانهم في الدين والمذهب فلا{[4526]} حاجة لنا في معرفة قائله من كان ؟ ولكن المعنى ألا يقولوا مثل قولهم لمن قتل .

وقوله تعالى : { إذا ضربوا في الأرض } تجارا { أو كان غزى } وقيل قوله { إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى } على إسقاط الألف{[4527]} .

وقوله تعالى : { ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم } أي ليجعل الله ذلك القول الذي قالوا حسرة تترد في أجوافهم ويجعل قوله : { ليجعل الله ذلك حسرة } يوم القيامة كقوله { أعمالهم حسرات عليهم } ( البقرة 167 ) .

وقوله تعالى : { والله يحي ويميت } أي والله { يحي } من ضرب في الأرض وغزا { ويميت } من أقام ولم يخرج غازيا أي لا يتقدم الموت بالخروج في الغزو ولا يتأخر في المقام وترك الخروج ، دعاهم إلى التسليم إنما هي أنفاس معدودة وأرزاق مقسومة وآجال مضروبة ما لم ( يفنها ويستوفها وينقص ) {[4528]} أجلها لا يأتها { والله بما تعلمون بصير } وعيد .


[4525]:في الأصل و م: عنه.
[4526]:الفاء ساقطة من الأصل و م.
[4527]:قرأ الحسن والزهري بتخفيف الزاي وقرا الجمهور (غزى) بتشديد الزاي انظر البحر المحيط 3/401
[4528]:فقي الأصل ويفناها واستوفها وأنقص.