قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالذِينَ كَفَرُوا ) الآية [ 156 ] . نهى الله المؤمنين أن يكونوا مثل المنافقين ( كَالذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمُ إِذَا ضَرَبُوا فِي الاَرْضِ ) أي : إذا خرجوا إلى سفر في تجارة ( أَوْ كَانُوا غُزىً ) أي : خرجوا لغزو ، فهلكوا في سفرهم أو غزوهم ، ( لَّوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا ) في سفرهم ( وَمَا قُتِلُوا ) في غزوهم ، جعل الله قولهم ذلك حسرة في قلوبهم . وروي أن المنافقين قالوا في من بعثه النبي صلى الله عليه وسلم من السرايا إلى بئر معونة( {[11089]} ) ، فقتلوا رحمة الله عليهم ( لَّوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ) وهم عبد الله بن أبي بن سلول ، وأصحابه قالوا ذلك( {[11090]} ) ، وأصل الضرب في أرض الإبعاد . وأصل الكلام أن يكون في موضع ( إذا ) : ( إذ ) لأن في الكلام معنى الشرط ، إذ فيه الذين ، وإنما وقعت إذا موضع إذ كما يقع الماضي في الجزاء موضع المستقبل ، فتقول إن تزرني زرتك .
أي : أزورك ، فكذلك وقعت إذا وهي للمستقبل موضع إذ ، ومثله ( إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ )( {[11091]} ) وقع [ كفروا ] موضع يكفرون لأن الذي فيه معنى الجزاء ، فجاز فيه ما يجوز في الجزاء ، ودل على يكفرون قوله : ( وَيَصُدُّونَ )( {[11092]} ) . ثم أخبر تعالى [ أنه( {[11093]} ) ] يحيي من يشاء ويميت من يشاء ليس جلوسهم عندهم بمنجيهم من الموت ، ولا مسيرهم لسفر أو غزاة( {[11094]} ) بمقرب لما بعد من آجالهم ( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) أي : بعمل هؤلاء المنافقين بصير ، فهذا على قراءة من قرأ بالياء ، فذكر المنافقين أقرب . ومن قرأ بالتاء رده على أول الكلام في قوله ( لاَ( {[11095]} ) تكُونُوا كَالذِينَ كَفَرُوا ) وكان الياء أقوى لأن الذين وضع عليهم الدم أولى بالتهديد من غيرهم ، وكلا الأمرين حسن( {[11096]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.