مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ كَانُواْ غُزّٗى لَّوۡ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجۡعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسۡرَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (156)

{ يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كالذين كَفَرُواْ } كابن أبيّ وأصحابه { وَقَالُواْ لإخوانهم } أي في حق إخوانهم في النسب أو في النفاق { إِذَا ضَرَبُواْ فِى الأرض } سافروا فيها للتجارة أو غيرها { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } جمع غازٍ كعافٍ وعفّى وأصابهم موت أو قتل { لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ الله ذلك حَسْرَةً فِى قُلُوبِهِمْ } اللام يتعلق ب «لا تكونوا » أي لا تكونوا كهؤلاء في النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم خاصة ويصون منها قلوبكم ، أو ب «قالوا » أي قالوا ذلك واعتقدوه ليكون ذلك حسرة في قلوبهم والحسرة الندامة على فوت المحبوب { والله يُحْيىِ وَيُمِيتُ } رد لقولهم «إن القتال يقطع الآجال » أي الأمر بيده قد يحيي المسافر والمقاتل . ويميت المقيم والقاعد { والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيكم على أعمالكم . «يعملون » مكي وحمزة وعلي أي الذين كفروا .