الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ كَانُواْ غُزّٗى لَّوۡ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجۡعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسۡرَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (156)

{ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني المنافقين عبد الله بن أُبي وأصحابه ، { وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } في النفاق ، وقيل : في النسب { إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ } ساروا وسافروا فيها لتجارة أو غيرها { كَانُواْ غُزًّى } غزاة فقتلوا ، والغزى جمع منقوص لا يتغير لفظها في رفع وخفض ونصب ، واحدها غاز مثل قائم وقوم ، وصائم وصوم ، وشاهد وشهد وقائل وقول ، ومن الناقص مثل هاب وهبي وعاف وعفي .

{ لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً } يعني قولهم وظنهم حزناً { فِي قُلُوبِهِمْ } والحسرة الاغتمام على فائت كان تقدر بلوغه .

قال الشاعر :

فواحسرتي لم أقضِ منهما لبانتي *** لم أتمتع بالجوار وبالقرب

ثم أخبر أن الموت والحياة إلى الله لا يتقدمان لسفر ولا يتأخران لحضر فقال : { وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } .

قرأ ابن كثير وطلحة والأعمش والحسن وشبل وحمزة والكسائي وخلف : ( يعملون ) بالياء ، الباقون : بالتاء .