وقوله تعالى : { يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كالذين كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإخوانهم . . . } [ آل عمران :156 ]
نَهَى اللَّه المؤمنِينَ ، أنْ يكونوا مثل الكفَّار المنافقين في هذا المعتقَدِ الفاسِدِ الذي هو أنَّ من سافر في تجارةٍ ونحوها ، ومَنْ قَاتَلَ فَقُتِلَ ، لو قعد في بَيْته لعاش ، ولم يَمُتْ في ذلك الوَقْتِ الذي عَرَّض فيه نَفْسه للسَّفَر أو للقِتَال ، وهذا هو مُعْتَقَدُ المعتزلة في القَوْل بالأَجَلَيْنِ ، أو نحو منْه ، وصرَّح بهذه المقالة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِيٍّ المُنَافِقُ ، وأصحابه ، قاله مجاهد وغيره ، والضَّرْبُ في الأرض : السيرُ في التِّجَارة ، و( غُزًّى ) : جمعُ غازٍ .
وقوله تعالى : { لِيَجْعَلَ الله ذلك } الإشارةُ بذَلِكَ إلى هذا المعتقد الَّذي جعله اللَّه حَسْرةً لهم ، لأن الذي يتيقن أنَّ كل قَتْل ومَوْت ، إنما هو بأجَلٍ سابقٍ ، يجدُ برد اليأسِ والتسليمِ للَّه سبحانه على قلبه ، والذي يَعْتَقِدُ أنَّ حميمه لو قعد في بَيْته ، لم يَمْتُ ، يتحسَّر ويتلهَّف ، وعلى هذا التأويل ، مَشَى المتأوِّلونَ ، وهو أظهرُ مَا في الآية ، والتحسُّرُ : التلهُّفُ على الشيء ، والغَمُّ به .
وقوله سبحانه : { والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } توكيدٌ للنهيْ في قوله : { ولاَ تَكُونُواْ } ووعيدٌ لمن خالفه ، ووَعْدٌ لمن امتثله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.