تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا} (38)

الآية 38 [ وقوله تعالى ]( {[16683]} ) : { ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : { فرض الله } أي بين الله كقوله : { سورة أنزلناها /429-أ/ وفرضناها } [ النور : 1 ] .

[ والثاني ]( {[16684]} ) : { فرض الله } أي أوجب الله عليه ، أي حرم ، وفرض له ، أي أحل له . وكذلك قوله : { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } [ التحريم : 2 ] يحتمل وجهين : [ البيان والإيجاب ]( {[16685]} ) أي بين لكم [ وأوجب ]( {[16686]} ) تحلة أيمانكم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { سنة الله في الذين خلوا من قبل } قال بعضهم : هكذا كانت سنة الله في من كان قبله من الرسل : داوود وسليمان ، وهي( {[16687]} ) كثرة النساء ، فليس( {[16688]} ) ذلك ببديع في رسول الله محمد .

وفي كثرة نساء الرسل لهم آية عظيمة ، لأنهم آثروا الفقر والضيق على السعة والغنى( {[16689]} ) ، وكفوا أنفسهم عن جميع لذاتها ، وحمّلوا أنفسهم( {[16690]} ) الشدائد في العبادات والأمور العظام الثقيلة .

وهذه الأشياء كلها أسباب قطع قضاء الشهوة في النساء والحاجة فيهن . فإذا لم تقطع تلك الأسباب عنهم دل أنهم بالله قووا عليها .

وقال بعضهم : { سنة الله في الذين خلوا من قبل } أي كذلك كانت سنة الله في الذين [ كانوا ]( {[16691]} ) قبل محمد ؛ يعني داوود النبي حين هوي المرأة التي فتن بها ، فجمع الله ، تبارك ، وتعالى ، بين داوود وتلك المرأة . فكذلك يجمع بين محمد وبين امرأة زيد ؛ إذ هويها كما فعل بداوود ، ولكن هذا بعيد .

وقيل : { سنة الله في الذين خلوا من قبل } أنه لا يحرم( {[16692]} ) على أحد في ما لم يحرم .

وجائز أن تكون { سنة الله في الذين خلوا من قبل } في حل نكاح أزواج الأدعياء [ في ما ]( {[16693]} ) يحل لهم برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقوله تعالى : { وكان أمر الله قدرا مقدورا } هو ما ذكرنا في قوله : { وكان أمر الله قدرا مقدورا } أي ما كان بأمر الله وتقديره { قدرا مقدورا } .

قال أبو عوسجة : الدعي [ بالذي يدعى ]( {[16694]} ) بعد ما يكبر ، والادعاء أن يكون الرجل ، نفى ولده ، ولم يقبله ، ثم ادعاه من بعد ذلك . هذا المعروف عندي . وقال في موضع آخر : { ولهم ما يدعون } [ يس : 57 ] أي ما يتمنون ويشتهون . ويقال : ظللنا اليوم في ما ادعينا ، أي وجدنا كل ما اشتهينا . يقال : من هذا : ادعيت أدعي ادعاء . وقال : الوطر : الحاجة ، والأوطار جمع . والخيرة : أي خيّرت إليهم الخيرة ، وهو من قولك : أي شيء تختار ؟ { أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } أي لم يجعل إليكم إن شئتم لم تفعلوا . والقنوت في الأصل : القيام على ما ذكرنا .


[16683]:من م، ساقطة من الأصل.
[16684]:في الأصل وم: ويحتمل.
[16685]:ساقطة من الأصل وم.
[16686]:ساقطة من الأصل وم.
[16687]:في الأصل وم: وهؤلاء.
[16688]:الفاء ساقطة من الأصل وم.
[16689]:في الأصل وم: الغنائم، في م: الغناء.
[16690]:أدرج قبلها في الأصل وم: على.
[16691]:ساقطة من الأصل وم.
[16692]:في الأصل وم: يخرج.
[16693]:في الأصل وم: كان.
[16694]:من م، ساقطة من الأصل.