قوله تعالى : { يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض } : يحتمل قوله : { جعلناك خليفة في الأرض } في جملة الأرض من الرسل والأنبياء والملوك وغيرهم على الشريف والوضيع ، والله أعلم . ويحتمل قوله عز وجل : { إنا جعلناك خليفة في الأرض } في الرسل خاصة . وكلا التأويلين يرجعان إلى واحد . إلا أن أحدهما يرجع إلى العامة منهم . والله أعلم .
وقوله تعالى : { فأحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى } ثم لم ينهه عن هوى النفس ولكن نهاه عن اتباع هواها ؛ إذ النفس قد تهوى في الحكم بغير حق حين قال : { فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى } لأن النفس أنشئت على الهوى والميل إلى اللذات والشهوات وعلى ذلك طبعت ، فيكون في هواها إلى ما تهوى مدفوعا غير مالك ولا قادر على دفعه . لذلك لم ينهه عن هواها ، ولكن نهاه عن اتباع هواها . ويقدر على منعها بالعقل وردها إلى اتباع الحق . لذلك كان ما ذكر ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { فيضلك عن سبيل الله } ذكر أنه لو اتبع هواها ، إذا اتبعه المرء ، أضله عن سبيله . لكنه إذا اتبعه في شيء بعد شيء يحمله على الإضلال عن سبيله ؛ إذ من ضل عن سبيله إنما يضل لاتباعه هواه كقوله عز وجل : { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } الفرقان : 43 أخبر أن من اتخذ إلها دونه إنما اتخذه بهواه لا بحجة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب } أي تركوا الأعمال التي تعمل ليوم الحساب ، أو { بما نسوا } أي تركوا الإيمان به والإقرار ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.