تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا مَّا دُمۡتُ فِيهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (117)

وقوله تعالى : ( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ )

أي ما دعوتهم إلا ما أمرتني أن أدعوهم إليه من التوحيد والعبادة لك .

وقوله تعالى : ( وكنت عليهم شهيدا ) أي شاهدا عليهم . هذا يدل على أن ذلك القول كان منه وقت رفعه إلى السماء ، ويكون يوم القيامة ويقال : ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ) أي كنت عليهم حفيظا ما كنت بين أظهرهم ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ) بما أمرتهم من التوحيد والعبادة لك وشاهدا عليهم بما قالوا من البهتان .

وذكر في بعض القصة لما قال الله تعالى لعيسى : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )[ الآية : 116 ] قيل : فارتعدت مفاصله ، وخشي أن يكون قالها ، فقال : ( سبحانك ما يكون أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته )الآية .

وذكر أيضا : متكلمان يتكلمان يوم القيامة : نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام وعدو الله إبليس ، لعنه الله ، فأما كلام عيسى عليه السلام [ فهو ][ ساقطة من الأصل وم ] يقول الله تعالى : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) فيقول[ في الأصل وم : فقال ] عيسى ابن مريم : ( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ) إلى قوله : ( فإنك أنت العزيز الحكيم )[ الآيات : 116-118 ] .

وأما كلام اللعين فهو[ في الأصل وم : فيقول ] ( وما كان لي عليكم من سلطان )الآية[ إبراهيم : 22 ] .