وقوله تعالى : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ) قال أبو بكر الكيساني[ في الأصل وم : الكيسائي ] : عاتب الله رسوله وأصحابه في أخذ الأسارى بقوله : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ) وبالغ في العتاب في أخذ الفداء من الأسارى بقوله : ( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ ) .
وكذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنه لما استشار أصحابه في الأسارى أشار أبو بكر إلى أخذ الفداء ، وعمر إلى القتل ، فقال : لو نزل من السماء عذاب ما نجا إلا عمر »[ السيوطي في الدر المنثور4/108 ] عاتبهم بالأخذ أخذ الأسارى وأشد العتاب في أخذ الفداء ، وأمر بالقتل وضرب الرقاب بقوله : ( فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان )[ الأنفال : 12 ] إنما أمر بضرب الرقاب وضرب البنان .
وكذلك يخرج قوله : ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) على العتاب إلى هذا يذهب أبو بكر الأصم .
وعن ابن عباس [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : لم يكن الأنبياء ، صلوات الله عليهم ، في ما مضى يكون لهم أسارى حتى يثخنوا في الأرض .
وعن سعيد بن جبير [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : لا يفادي أسارى المشركين ، ولا يمن عليهم حتى يثخنوا بالقتل ، ثم تلا : ( حتى إذا أتخنتموهم فشدوا الوثاق )[ محمد : 4 ] إلى هذا هؤلاء .
وقوله تعالى : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى ) يخرج تأويل الآية على وجهين :
أحدهما : يقول : ما كان النبي أن يأخذ من الأسرى الفداء ( حتى يثخن في الأرض ) أي يغلب ؛ حتى إذا أخذ الفداء ، وسرحهم بعد ما غلب في الأرض ، يكون رجوعهم إلى غير منعة وشوكة .
والثاني[ في الأصل وم : و ] : إذا لم يغلب في الأرض ؛ أي حتى يصير الدين كله لله كقوله : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله )الآية[ البقرة : 193والأنفال : 39 ] هذا لمن كان قبله ، فرخص لرسوله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.