النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (64)

قوله عز وجل : { لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } فيه تأويلان :

أحدهما : أن البشرى في الحياة الدنيا هي البشارة عند الموت بأن يعلم أين هو من قبل أن يموت ، وفي الآخرة الجنة ، قاله قتادة والضحاك . وروى علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إِنّ لِخَدِيجَةَ بِنتِ خُوَيِلدِ بَيْتاً مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَب " {[1336]} .

الثاني : أن البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تُرى له ، وفي الآخرة الجنة ، روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الدرداء وأبو هريرة وعبادة بن الصامت .

ويحتمل تأويلاً ثالثاً : أن البشرى في الحياة الدنيا الثناء الصالح ، وفي الآخرة إعطاؤه كتابه بيمينه{[1337]} .

{ لاَ تَبْديلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ } فيه وجهان :

أحدهما : لا خلف لوعده .

الثاني : لا نسخ لخيره .


[1336]:رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد.
[1337]:سقط من ق.