{ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ } وبحقها بما روى حميد عن أنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلاّ الله ، فإذا قالوها [ عصموا ] في دمائهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم على الله " قيل : وما حقها ؟ قال : زنا بعد إحصان وكفر بعد إيمان وقتل نفس فيقتل بها " .
{ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً } قوة وولاية على قاتل وليه فإن لما استفاد منه فقتله وأن الله أخل الدية وإن شاء عفا عنه
{ فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ } قرأ حمزة والكسائي وخلف : تسرف بالتاء أي فلا تسرف أيها القاتل ، ويجوز أن يكون الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد منه الأيمة والأُمة من بعده ، ومن قرأ بالياء رجع إلى المولى .
واختلفوا في الاسراف ماهو : فقال ابن عبّاس : لا يقتل غير قاتله .
قال الحسن وابن زيد : كانت العرب في الجاهلية إذا قتل منهم قتيل ، لم يرضوا أن يقتلوا قاتل صاحبهم حتّى يقتلوا أشرف من الذي قتله ، فيعمد ولي المقتول إلى الشريف من قبيلة القاتل فيقتله بوليه ويترك القاتل ، فنهى الله عن ذلك ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أعتى الناس على الله جل ثناؤه قتل غير قاتله أو قتل بدخن الجاهلية أو قتل في حرم الله " .
وقال الضحاك : كان هذا بمكة ونبي الله صلى الله عليه وسلم بها ، وهو أول شيء نزل من القرآن في شأن القتل وكان المشركون من أهل مكة يقتلون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله : من قتلكم من المشركين فلا يحملنكم قتله إياكم على أن لا تقتلوا إلا قاتلكم ، فلا يقتلوا له أباً أو أخاً أو أحداً فإن كانوا من المشركين فلا يحملنكم ذلك [ .
. . . . . . . . . . . . . . . . ] على فلا تقتلوا إلا قاتلكم . وهذا قبل أن تنزل سورة براءة وقبل أن يؤمروا بقتال المشركين .
وقال سعيد بن جبير : لا يقبل [ . . . . . . . . . ] على العدة .
قتادة وطارق بن حبيب وابن كيسان : [ لا يمثل به ] .
{ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } اختلفوا في هذه الكناية [ إلى من ترجع فقيل : ترجع ] على ولي المقتول ، هو المنصور على القاتل [ فيدفع الامام ] إليه القاتل ، فإن شاء قتل وإن شاء عفا عنه وإن شاء أخذ الدية ، وهذا قول قتادة .
وقال الآخرون : ( من ) راجعة إلى المقتول في قوله { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً } يعنى أن المقتول [ منصور ] في الدنيا بالقصاص وفي الآخرة [ بالتوبة ] وهو قول مجاهد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.