التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومٗا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلۡطَٰنٗا فَلَا يُسۡرِف فِّي ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورٗا} (33)

قوله تعالى { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا }

أخرج البخاري ومسلم مرفوعا : " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والزاني المحصن ، والتارك لدينه ، والمفارق للجماعة " .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق } وإنا والله ما نعلم بحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، إلا رجل قتل متعمدا ، فعليه القود أوزاني بعد إحصانه فعليه الرجم أو كفر بعد إسلامه فعليه القتل .

وبه قوله : { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } وهو القود الذي جعله الله تعالى .

قال الطبري : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمان ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن طلق بن حبيب ، في قوله : { فلا يسرف في القتل } قال : لا تقتل غير قاتله ، ولا تمثل به .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح وابن بشار هو محمد ، وعبد الرحمن : بن مهدي ، وسفيان الثوري ، ومنصور : ابن المعتمر . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه نهى عن المثلة ( انظر صحيح سنن أبي داود ح2322 ) .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى : { فلا يسرف في القتل } يقول : لا تقتل غير قاتلك ، ولا تمثل به { إنه كان منصورا }

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة { إنه كان منصورا } قال : هو دفع الإمام إليه ، يعني إلى الولي ، فإن شاء قتل ، وإن شاء عفا .

وانظر حديث ابن ماجة عن البراء : " لزوال الدنيا أهون على الله مؤمن قتل ممن بغير حق . . . " ، في سورة النساء آية( 93 ) .