النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَوۡمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُمۡ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُم مَّوۡبِقٗا} (52)

قوله عز وجل : { . . . وجعلنا بينهم موبقاً } فيه ستة أقاويل :

أحدها : مجلساً ، قاله الربيع .

الثاني : مهلكاً ، قاله ابن عباس وقتادة والضحاك ، قال الشاعر :

استغفر الله أعمالي التي سلفت *** من عثرةٍ إن تؤاخذني بها أبق

أي أهلك ، ومثله قول زهير :

ومن يشتري حسن الثناء بماله *** يصن عرضَه من كل شنعاء موبق

قال الفراء : جعل تواصلهم في الدنيا مهلكاً في الآخرة .

الثالث : موعداً ، قاله أبو عبيدة .

الرابع : عداوة ، قاله الحسن .

الخامس : أنه واد في جهنم ، قاله أنس بن مالك .

السادس : أنه واد يفصل بين الجنة والنار ، حكاه بعض المتأخرين .