يقول الله سبحانه : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به } ، يقول : فإن صدق أهل الكتاب بالذي صدقتم به يا معشر المسلمين من الإيمان بجميع الأنبياء والكتب ، { فقد اهتدوا } من الضلالة ، { وإن تولوا } ، أي وإن كفروا بالنبيين وجميع الكتب ، { فإنما هم في شقاق } يعني : في ضلال واختلاف ، نظيرها : { وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد } ( البقرة ) يعني : لفي ضلال واختلاف ، لأن اليهود كفروا بعيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ، وبما جاءا به ، وكفرت النصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، فلما نزلت هذه الآية قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود والنصارى ، فقال :" إن الله عز وجل أمرني أن أوصي بهذه الآية ، فإن أنتم آمنتم ، يعني : صدقتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والكتاب ، فقد اهتديتم ، وإن توليتم وأبيتم عن الإيمان ، فإنما أنتم في شقاق" . فلما سمعت اليهود ذكر عيسى صلى الله عليه وسلم ، قالوا : لا نؤمن بعيسى ، وقالت النصارى : وعيسى بمنزلتهم مع الأنبياء ، ولكنه ولد الله ، يقول : إن أبوا أن يؤمنوا بمثل ما آمنتم به ، { فسيكفيكهم الله } يا محمد ، يعني : أهل الكتاب ، ففعل الله عز وجل ذلك ، فقتل أهل قريظة ، وأجلى بني النضير من المدينة إلى الشام ، { وهو السميع العليم } لقولهم للمؤمنين : { كونوا هودا أو نصارى تهتدوا } { العليم } بما قالوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.