الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (137)

{ فَإِنْ ءامَنُواْ بِمِثْلِ مَا ءَامَنتُمْ بِهِ }[ البقرة :137 ] ، أيْ : فإن صَدَّقوا تصديقاً مثْلَ تصديقكم ، { فَقَدِ اهْتَدَواْ ، وَّإِن تَوَلَّوْاْ }[ البقرة :137 ] ، أي : أعرضوا ، يعني : اليهودَ والنصارى ، { فَإِنَّمَا هُمْ في شِقَاقٍ }[ البقرة :137 ] ، أي : في مشاقَّةٍ ومخالفةٍ لَكَ ، هم في شِقٍّ ، وأنت في شِقٍّ ، وقيل : شَاقَّ معناه : شَقَّ كل واحدٍ وصل ما بينَه وبين صاحبه ، ثم وعده تعالى أنه سيكفيه إِياهم ، ويغلبه عليهم ، فكان ذلك في قَتْل بني قَيْنُقَاعَ ، وبني قريظة ، وإِجلاء النَّضِير ، وهذا الوَعْدُ وانتجازه من أعلام نبوَّة نبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم .

و{ السميع } لقولِ كل قائلٍ ، و{ العليم } بما ينفذه في عبادِهِ .