تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (137)

136

المفردات :

تولوا : أعرضوا .

137- فإن آمنوا بمثل ما أمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم . : فإن آمن أهل الكتاب مثل إيمانكم ، وصدقوا مثل تصديقكم ، فقد اهتدوا إلى سواء السبيل .

وقال ابن جرير الطبري : «فإن صدقوا مثل تصديقكم بجميع ما أنزل عليكم من كتب الله وأنبيائه فقد اهتدوا » .

حاصل معنى الآيتين :

قولوا أيها المؤمنون : آمنا بالله وما أنزل إلينا في القرآن وما أنزل إبراهيم وذرياته من الأنبياء ، لا نفرق بين احد منهم ونحن له مخلصون ، فإن ترتب على هذا البيان الشامل لما عند أهل الكتاب وما عندهم أنهم دخلوا في الإيمان بسبب اعتراف وشهادة مثل الشهادة التي ثبت لكم الإيمان بموجبها فقد اهتدوا إلى الحق ، «وإن تولوا فإنما هم في شقاق » أي وإن أعرضوا عن الدخول في الإيمان بهذا الاعتراف ، وفرقوا بين الرسل ، فأمنوا ببعض ، ولم يخلصوا لله ، فما هم إلا غارقون في خلاف وعداوة ، وليسوا طلاب حق .

فسيكفيكهم الله : يكفي من الكفاية بمعنى الوقاية والمعنى : فسيقيك الله شرهم وينصرك عليهم فهو سميع لما يقولونه فيك ، عليم بما يبيتونه لك ولأتباعك من مكر وكيد ، وهو الكفيل بكف بأسهم وقطع دابرهم .

وقد أنجز الله وعده بتفريق كلمتهم ، وقتل بني قريظة وجلاء ابن النصير ، وغير ذلك مما حاق بباقي اليهود ، وكل ذلك بفضل الله .