النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ} (124)

{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي{[1937]} فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : كسباً حراماً ، قاله عكرمة .

الثاني : أن يكون عيشه منغَّصاً بأن ينفق إنفاق من لا يوقن بالخلف ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنه عذاب القبر ، قاله أبو سعيد الخدري وابن مسعود وقد رفعه أبو هريرة{[1938]} عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الرابع : أنه الطعام الضريع والزقوم في جهنم ، قاله الحسن وقتادة وابن زيد . والضنك في كلامهم : الضيق ، قال عنترة :

إن المنية لو تمثل مثلت *** مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل

ويحتمل خامساً : أن يكسب دون كفايته .

قوله تعالى :{ وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أعمى في حال وبصيرا في حال .

الثاني : أعمى عن الحجة ، قاله مجاهد .

الثالث : أعمى عن وجهات الخير لا يهتدي لشيء منها .


[1937]:ذكري: أي ديني وتلاوة كتابي والعمل بما فيه، وقيل: ما أنزلت من الدلائل.
[1938]:قال أبو هريرة: يضيق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، وهو المعيشة الضنك.