جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ} (124)

{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي } : عن اتباع القرآن ، { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } ، المراد عذاب القبر{[3218]} ، وقد ورد أن المعيشة الضنك أنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة{[3219]} أو في الدنيا بأن لا طمأنينة له فلا يزال في نصب من خوف القلة وما برح في تعب من هم إلا زيد في الدنيا أخذت بمجامع همه{[3220]} أو في النار ، والضنك الضيق مصدر وصف به يستوي فيه الذكر والمؤنث { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } : أعمى البصر أو لا حجة{[3221]} له .


[3218]:قاله ابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد ـ رضي الله عنهم ـ ونقله البزار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد جيد /12 منه. [أخرجه الحافظ ابن كثير في "تفسيره"، (3/ 170) من طريق الزار من حديث أبي هريرة مرفوعا، وقال: "إسناد جيد"، وذكره الهيثمي في "المجمع" (7/67) عن ابن مسعود من قوله وقال: "رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات".]
[3219]:قاله ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وقال الضحاك العمل السيئ، والرزق الخبيث/ 12 منه. [أخرجه الزار من طريق محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا كما في تفسير ابن كثير (3/170)، وذكره الهيثمي في "المجمع"، (7/67) وقال: "رواه البزار وفيه من لم أعرفه".]
[3220]:قال الحسن هو الزقوم، والضريع والغسلين في النار /12 منه.
[3221]:قاله أبو صالح ومجاهد و السدي /12 منه.