النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَمَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ} (22)

قوله تعالى : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلّى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : معناه يخلص لله ، قاله السدي .

الثاني : يقصد بوجهه طاعة الله .

الثالث : يسلم نفسه مستسلماً إلى الله وهو محسن يعني في عمله .

{ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } فيها أربعة تأويلات :

أحدها : قول لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس .

الثاني : القرآن ، قاله أنس بن مالك .

الثالث : الإسلام ، قاله السدي .

الرابع : الحب في الله والبغض في الله ، قاله سالم بن أبي الجعد .

وفي تسميتها بالعروة الوثقى وجهان :

أحدهما : أنه قد استوثق لنفسه فيما تمسك به كما يستوثق من الشيء بإمساك عروته . الثاني : تشبيهاً بالبناء الوثيق لأنه لا ينحل .

{ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبةُ الأُمُورِ } قال مجاهد : وعند الله ثواب ما صنعوا .