معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104)

وقوله : { وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لاَ يَرْجُونَ . . . }

قال بعض المفّسرين : معنى ترجون : تخافون . ولم نجد معنى الخوف يكون رجاء إلا ومعه جحد . فإذا كان كذلك كان الخوف على جهة الرجاء والخوف ، وكان الرجاء كذلك ؛ كقوله تعالى { قل لِلذِين آمنوا يغفِروا لِلذِين لا يرجون أَيّامَ اللهِ } هذه : للذين لا يخافون أيام الله ، وكذلك قوله : { ما لكم لا تَرْجون لِلّهِ وقارا } : لا تخافون لله عظمة . وهي لغة حجازية . وقال الراجز :

لا ترتجِى حِين تلاقى الذائدا *** أسبعة لاقت معا أم واحدا

وقال الهدلىّ :

إذا لسعته النحلُ لم يرجَ لَسْعها *** وخالفها في بيتِ نُوب عوامِلِ

ولا يجوز : رجوتك وأنت تريد : خفتك ، ولا خفتك وأنت تريد رجوتك .