وقوله تعالى : { ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون وترجون من الله ما لا يرجون } في الآية دلالة فرضية الجهاد ، لأنه عز وجل أخبر أنهم يألمون ، ويتوجعون بما يصيبهم من الجراحات كما تألمون أنتم ، وتتوجعون . فلو{[6467]} كان فضلا لكان يرفع عنهم الجهاد عند الألم والتوجع( كما يرفع شأن ){[6468]} النوافل عند الألم والتوجع . فدل أنه فرض ، لكنه فرض كفاية ، وفرض الكفاية يسقط بقيام البعض عن الباقين . وقد ذكرنا في ما تقدم هذا الوجه فيه .
وقوله تعالى : { ولا تهنوا في ابتغاء القوم } فمعناه ، والله أعلم : أي لا عذر لكم في تألمكم أن تهنوا في ابتغائهم ، فإنهم يألمون كما تألمون ، ولا يضعفون في ذلك ، وترجون أنتم العاقبة من الثواب الجزيل ما لا يرجون .
ثم هم لا يضعفون ، فكيف تضعفون أنتم في ذلك ؟ وكل أمر ، لا عاقبة له ، فهو عبث ، وليس لأمرهم عاقبة ، وهو عبث ، ولأمركم عاقبة محمودة ، فأنتم أولى بذلك .
ودل قوله تعالى : { ولا تهنوا في ابتغاء القوم } على تأكيد{[6469]} فرضية الجهاد ؛ إذ لم يأذن لهم في التخلف عن ذلك على ما فيه من التألم وخوف هلاك النفس في ذلك ، ثم بين ما يخف لمثله تحمل المكروه على الطبع له ، وقد يختار له مباشرة الإتعاب في النفس من عواقب تنقطع ، وتزول ، فكيف في ما لا انقطاع له من رجاء الثواب بذلك التألم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وكان الله عليم حكيما } بتألمكم ، أي عن علم بالتألم أمركم أمركم بذلك عن جهل ، وقد ذكرنا في غير موضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.