السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104)

ونزل لما بعث صلى الله عليه وسلم طائفة في طلب أبي سفيان وأصحابه لما رجعوا من أحد فشكوا الجراحات :

{ ولا تهنوا } أي : تضعفوا { في ابتغاء القوم } أي : في طلب أبي سفيان وأصحابه { إن تكونوا تألمون } أي : تتوجعون من ألم الجراح { فإنهم يألمون } أي : يتوجعون من الجراح { كما تألمون } ولم يجبنوا عن قتالكم فلا تجبنوا عن قتالهم { وترجون } أنتم { من الله } من النصر والثواب على جهادكم { ما لا يرجون } هم فأنتم تزيدون عليهم بذلك فيجب أن تكونوا أرغب منهم في الحرب وأصبر عليها { وكان الله عليماً } بأعمالكم وضمائركم { حكيماً } أي : فيما يأمر وينهى .