التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104)

قوله تعالى : ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما )

قال الشيخ الشنقيطي : نهى الله تعالى المسلمين في هذه الآية الكريمة عن الوهن الضعف في طلب أعدائهم الكافرين وأخبرهم بأنهم إن كانوا يجدون الألم من القتل و الجراح فالكفار كذلك والمسلم يرجو من الله من الثواب والرحمة مالا يرجوه الكافر فهو أحق بالصبر على الآلام منه ، وأوضح هذا المعنى في آيات متعددة كقوله ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) وكقوله ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم لن يتركم أعمالكم ) إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج الطبري و ابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : قوله ( إن تكونوا تألمون ) ، قال : توجعون ( وترجون من الله مالا يرجون ) ، قال : ترجون الخير