النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ} (52)

قوله تعالى : { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } فيه تأويلان :

أحدهما : أن المرض الشك وهو قول مقاتل .

والثاني : النفاق ، وهو قول الكلبي .

وفيهم قولان :

أحدهما : المعنيّ به عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي سلول ، وهذا قول عطية بن سعد .

والثاني : أنهم قوم من المنافقين .

{ . . . . يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } والدائرة الدولة ترجع عمن انتقلت إليه إلى من كانت له ، سميت بذلك لأنها تدور إليه بعد زوالها عنه ، ومنه قول الشاعر :

يَرُدُّ عَنَّا القَدَرَ المَقْدُورَا *** وَدَائرَاتِ الدَّهْرِ أَنْ تَدُورَا

{ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَاتِيَ بِالفَتْحِ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : يريد فتح مكة ، قاله السدي .

والثاني : فتح بلاد المشركين على المسلمين .

والثالث : أن القضاء الفصل ، ومنه قوله تعالى :

{ افْتَح بَينَنَا وَبَينَ قَومِنَا بِالحَقِّ }

[ الأعراف : 89 ] ، قاله قتادة .

{ أَوْ أَمْرٍ منْ عِنْدِهِ } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : هو دون الفتح الأعظم .

والثاني : أنه موت من تقدم ذكره من المنافقين .

الثالث والرابع : أنه الجزية ، قاله السدي .