غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَسۡـَٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ} (29)

1

{ يسأله من في السماوات } من الملائكة { و } من في { الأرض } من الثقلين الملائكة لمصالح الدارين والثقلان لمصالح الدارين . وعن مقاتل : يسأل أهل الأرض الرزق والمغفرة وتسأل الملائكة أيضاً الرزق والمغفرة للناس { كل يوم هو في شأن } " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك الشأن فقال : من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كرباً ويرفع قوماً ويضع آخرين " قلت : هذا التفسير يطابق ما مر في الحكمة . وما ذكرنا في الكتاب مراراً من أن القضاء هو الحكم الكلي الواقع في الأزل ، والقدر هو صدور تلك الأحكام في أزمنتها المقدرة . فبالاعتبار الأول قال " جف القلم بما هو كائن " وبالاعتبار الثاني قال : { كل يوم هو في شأن } وهذا بالنسبة إلى المقضيات ولا تغير في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . وبالجملة إنها شؤون يبديها لا شؤون يبتديها . وروى الواحدي في البسيط عن ابن عباس : إن مما خلق الله عز وجل لوحاً من درة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور وكتابه نور ، ينظر الله فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء .

/خ78