المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ} (53)

53- وأي شيء جاءكم من النعم ، فهو من الله - وحده - ثم إذا لحقكم ما يضركم فلا تتضرعوا بأعلى أصواتكم إلا إليه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ} (53)

51

ومنعم واحد : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) . وفطرتكم تلجأ إليه وحده ساعة العسرة والضيق ، وتنتفي عنها أوهام الشرك والوثنية فلا تتوجه إلا إليه دون شريك : ( ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ) وتصرخون لينجيكم مما أنتم فيه .

وهكذا يتفرد سبحانه وتعالى بالألوهية والملك والدين والنعمة والتوجه ؛ وتشهد فطرة البشر بهذا كله حين يصهرها الضر وينفض عنها أو شاب الشرك .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ} (53)

ثم أخبر أنه مالك النفع والضر ، وأن ما بالعبد من رزق ونعمة{[16487]} وعافية ونصر فمن فضله عليه{[16488]} وإحسانه إليه .

{ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } أي : لعلمكم أنه لا يقدر على إزالته إلا هو ، فإنكم عند الضرورات تلجئون إليه ، وتسألونه ، وتلحون في الرغبة مستغيثين به{[16489]} كما قال تعالى : { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإنْسَانُ كَفُورًا } [ الإسراء : 67 ] ،


[16487]:في ت، ف: "بالعباد من نعمة ورزق".
[16488]:في أ: "عليهم".
[16489]:في ت: "وتلجئون في الرغبة إليه".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ} (53)

{ وما بكم من نعمة فمن الله } أي : وأي شيء اتصل بكم من نعمة فهو من الله ، { وما } : شرطية ، أو موصولة متضمنة معنى الشرط ، باعتبار الإخبار دون الحصول ، فإن استقرار النعمة بهم يكون سببا للإخبار بأنها من الله ، لا لحصولها منه . { ثم إذا مسّكم الضّر فإليه تجأرون } : فما تتضرعون إلا إليه ، والجؤار رفع الصوت في الدعاء والاستغاثة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ} (53)

والواو في قوله { وما بكم } يجوز أن تكون واو ابتداء ، ويجوز أن تكون واو الحال ، ويكون الكلام متصلاً بقول { أفغير الله تتقون } ، كأنه يقال على جهة التوبيخ : أتتقون غير الله وما منعم عليكم سواه ، والباء في قوله : { بكم } متعلقة بفعل تقديره : وما نزل ، أو ألم ، ونحو هذا ، و { ما } بمعنى الذي ، والفاء في قوله : { فمن الله } ، دخلت بسبب الإبهام الذي في { ما } ، التي هي بمعنى الذي ، فأشبه الكلام الشرط{[7339]} ، ومعنى الآية : التذكير بأن الإنسان في جليل أمره ودقيقه ، إنما هو في نعمة الله وأفضاله ، إيجاده داخل في ذلك فما بعده ، ثم ذكر تعالى بأوقات المرض ، لكون الإنسان الجاهل يحس فيها قدر الحاجة إلى لطف الله تعالى .


[7339]:هذا هو رأي الفراء، قال في (معاني القرآن): "[ما] في معنى جزاء، و لها فعل مضمر، كأنك قلت: ما يكن بكم من نعمة فمن الله؛ لأن الجزاء لا بد له من فعل مجزوم، إن ظهر فهو جزم، وإن لم يظهر فهو مضمر، كما قال الشاعر: إن العقل في أموالنا لا نضق به ذراعا وإن صبرا فنعرف للصبــــــر أراد: "إن يكن" فأضمرها، ولو جعلت {ما بكم} في معنى (الذي) جاز، وجعلت صلته [بكم] و [ما] حينئذ في موضع رفع بقوله: {فمن الله}، وأدخل الفاء كما قال تبارك وتعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}، وكل اسم وصل مثل (من) و (ما) و (الذي) فقد يجوز دخول الفاء في خبره؛ لأنه مضارع للجزاء، والجزاء قد يجاب بالفاء". وقد ناقشه أبو حيان في إضمار الفعل، وقال: إن هذا ضعيف جدا، ولا يجوز إلا بعد (إن) وحدها في باب الاستغال، واستشهد على ذلك فارجع إليه (5 ت 502) إن شئت.