{ وَمَا بِكُم } أي : أيُّ شيء يلابسكم ويصاحبكم { مِن نّعْمَةٍ } ، أية نعمةٍ كانت ، { فَمِنَ الله } فهي من الله ، فما شرطيةٌ ، أو موصولة متضمّنة لمعنى الشرط ، باعتبار الإخبارِ دون الحصول ، فإن ملابسةَ النعمةِ بهم سببٌ للإخبار بأنها منه تعالى ، لا لكونها منه تعالى { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضر } مِساساً يسيراً . { فَإِلَيْهِ تَجْأرُونَ } : تتضرعون في كشفه لا إلى غيره ، والجُؤار رفعُ الصوت بالدعاء والاستغاثة ، قال الأعشى : [ المتقارب ]
يراوِحُ من صلَواتِ الملي *** ك طوراً سجوداً وطوراً جؤارا
وقرئ تَجَرون بطرح الهمزة وإلقاءِ حركتها إلى ما قبلها ، وفي ذكر المِساس المُنْبئ عن أدنى إصابةٍ ، وإيرادِه بالجملة الفعلية المعربةِ عن الحدوث ، مع ثم الدالةِ على وقوعه بعد برهةٍ من الدهر ، وتحليةِ الضُّر بلام الجنس المفيدةِ لمساس أدنى ما ينطلق عليه اسمُ الجنس ، مع إيراد النعمةِ بالجملة الاسميةِ الدالةِ على الدوام ، والتعبير عن ملابستها للمخاطبين بباء المصاحبة ، وإيرادِ ( ما ) المعربةَ عن العموم ، ما لا يخفى من الجزالة والفخامة ، ولعل إيرادَ إذا دون إن ؛ للتوسل به إلى تحقق وقوع الجواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.