{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } من الدنيا ولذاتها وغفلاتها . { حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } أي : آيسون من كل خير ، وهذا أشد ما يكون من العذاب ، أن يؤخذوا على غرة ، وغفلة وطمأنينة ، ليكون أشد لعقوبتهم ، وأعظم لمصيبتهم .
ثم بين - سبحانه - أنه قد ابتلاهم بالنعم بعد أن عالجهم بالشدائد فلم يرتدعوا فقال - تعالى - :
{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حتى إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أوتوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } .
والمعنى : فلما أعرضوا عن النذر والعظات التى وجهها إليهم الرسل ، فتحنا عليهم أبواب كل شىء من الرزق وأسباب القوة والجاه . حتى إذا اغتروا وبطروا بما أوتوا من ذلك أخذناهم بغتة فإذا هم متحسرون يائسون من النجاة .
ولفاء فى قوله - تعالى - { فَلَمَّا نَسُواْ } لتفصيل ما كان منهم . وبيان ما ترتب على كفرهم من عواقب قريبة وأخرى بعيدة .
والمراد بالنسيان هنا : الإعراض والترك . أى : تركوا الإهتداء بما جاء به الرسل حتى نسوه أو جعلوه كالمنسى فى عدم الاعتبار والاتعاظ به لإصرارهم على كفرهم ، وجمودهم على تقليد من قبلهم .
والتعبير بقوله - تعالى - { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } يرسم صورة بليغة لإقبال الدنيا عليهم من جميع أقطارها بجميع ألوان نعمها ، وبكل قوتها وإغرائها ، فهو اختبار لهم بالنعمة بعد أن ابتلاهم بالبأساء والضراء .
وعبر - سبحانه - عن إعطائهم النعمة بقوله : { بِمَآ أوتوا } بالبناء للمجهول لأنهم يحسبون أن ذلك بعلمهم وقدرتهم وحدهم ، كما قال قارون من قبل { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عندي } وأضاف - سبحانه - الأخذ إلى ذاته فى قوله { أَخَذْنَاهُمْ } لأنهم كانوا لا ينكرون ذلك ، بل كانوا ينسبون الخلق والإيجاد إلى الله - تعالى - .
وكان الأخذ بغتة ليكون أشد عليهم وأفظع هولا ، أى أخذناهم بعذاب الاستئصال حال كوننا مباغتين لهم . أو حال كونهم مبغوتين ، فقد فجأهم العذاب على غرة بدون إمهال .
وإذا فى قوله { فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } فجائية ، والمبلس : الباهت الحزين البائس من الخير ، الذى لا يحير جواباً لشدة ما نزل به من سوء الحال .
روى الإمام أحمد بسنده عن عقبة بن عامر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " وإذا رأيت الله يعطى العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج " ، ثم تلا قوله - تعالى - { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } . . الاية .
وهذه الأمم التي يقص الله - سبحانه - من أنبائها على رسوله [ ص ] ومن وراءه من أمته . . لم تفد من الشدة شيئا . لم تتضرع إلى الله ، ولم ترجع عما زينه لها الشيطان من الإعراض والعناد . . وهنا يملي لها الله - سبحانه - ويستدرجها بالرخاء :
( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء . حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ، فإذا هم مبلسون . فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين )
إن الرخاء ابتلاء آخر كابتلاء الشدة . وهو مرتبة أشد وأعلى من مرتبة الشدة ! والله يبتلي بالرخاء كما يبتلي بالشدة . يبتلي الطائعين والعصاة سواء . بهذه وبذاك سواء . . والمؤمن يبتلى بالشدة فيصبر ، ويبتلى بالرخاء فيشكر . ويكون أمره كله خيرا . . وفي الحديث : " عجبًا للمؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " [ رواه مسلم ] .
فأما هذه الأمم التي كذبت بالرسل ، والتي يقص الله من أنبائها هنا . فإنهم لما نسوا ما ذكروا به ، وعلم الله - سبحانه - أنهم مهلكون ، وابتلاهم بالبأساء والضراء فلم يتضرعوا . . فأما هؤلاء فقد فتح عليهم أبواب كل شيء للاستدراج بعد الابتلاء . .
والتعبير القرآني : ( فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) . . يصور الأرزاق والخيرات ، والمتاع ، والسلطان . . متدفقة كالسيول ؛ بلا حواجز ولا قيود ! وهي مقبلة عليهم بلا عناء ولا كد ولا حتى محاولة !
إنه مشهد عجيب ؛ يرسم حالة في حركة ؛ على طريقة التصوير القرآني العجيب .
( حتى إذا فرحوا بما أوتوًا ) . .
وغمرتهم الخيرات والأرزاق المتدفقة ؛ واستغرقوا في المتاع بها والفرح لها - بلا شكر ولا ذكر - وخلت قلوبهم من الاختلاج بذكر المنعم ومن خشيته وتقواه ؛ وانحصرت اهتماماتهم في لذائذ المتاع واستسلموا للشهوات ، وخلت حياتهم من الاهتمامات الكبيرة كما هي عادة المستغرقين في اللهو والمتاع . وتبع ذلك فساد النظم والأوضاع ، بعد فساد القلوب والأخلاق ؛ وجر هذا وذلك إلى نتائجه الطبيعية من فساد الحياة كلها . . عندئذ جاء موعد السنة التي لا تتبدل :
( أخذناهم بغتة ، فإذا هم مبلسون ) . .
فكان أخذهم على غرة ؛ وهم في سهوة وسكرة . فإذا هم حائرون منقطعو الرجاء في النجاة عاجزون عن التفكير في أي اتجاه . واذا هم مهلكون بجملتهم حتى آخر واحد منهم .
القول في تأويل قوله تعالى : { فَلَمّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شَيْءٍ حَتّىَ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوَاْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مّبْلِسُونَ } . .
يعني تعالى ذكره بقوله : فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ فلما تركوا العمل بما أمرناهم به على ألسن رسلنا . كالذي :
حدثنا المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ يعني : تركوا ما ذَكّروا به .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا قال : الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ قال : ما دعاهم الله إليه ورسلِهِ ، أبوه وردّوه عليهم .
فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ يقول : بدلنا مكان البأساء الرخاء والسعة في العيش ومكان الضراء الصحة والسلامة في الأبدان والأجسام استدراجا منّا لهم . كالذي :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : ثني عيسى ، وحدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله الله : فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ قال : رخاء الدنيا ويسرها على القرون الأولى .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ قال : يعني الرخاء وسعة الرزق .
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن مفضل ، قال : حدثنا أسباط . عن السدّي ، قوله : فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ يقول : من الرزق .
فإن قال لنا قائل : وكيف قيل : فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ وقد علمت أن باب الرحمة وباب التوبة لم يفتح لهم ، وأبواب أخر غيره كثيرة ؟ قيل : إن معنى ذلك على غير الوجه الذي ظننت من معناه ، وإنما معنى ذلك : فتحنا عليهم استدراجا منا لهم أبواب كلّ ما كنا سددنا عليهم بابه عند أخذنا إياهم بالبأساء والضرّاء ، ليتضرّعوا ، إذ لم يتضرّعوا وتركوا أمر الله . لأن آخر هذا الكلام مردود على أوله ، وذلك كما قال تعالى في موضع آخر من كتابه : ومَا أرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيّ إلاّ أخَذْنا أهْلَها بالبأْساءِ والضرّاءِ لَعَلّهُمْ يَتَضرّعُونَ ثُمّ بَدّلْنَا مَكَان السّيّئَةِ الحَسَنَةَ حتى عَفَوْا وقالُوا قَدْ مَسّ آباءَنَا الضّرّاءُ والسّرّاءُ فَأخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ففتح الله على القوم الذين ذكر في هذه الاَية ( أنهم نسوا ما ) ذكرهم بقوله : فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ هو تبديله لهم مكان السيئة التي كانوا فيها في حال امتحانه إياهم من ضيق العيش إلى الرخاء والسعة ، ومن الضرّ في الأجسام إلى الصحة والعافية ، وهو فتح أبواب كلّ شيء كان أغلق بابه عليهم مما جرى ذكره قبل قوله : فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ فرد قوله : فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيُءٍ عليه . ويعني تعالى بقوله : حتى إذَا فَرِحُوا بِمَا أُتُوا يقول : حتى إذا فرح هؤلاء المكذّبون رسلهم بفتحنا عليهم أبواب السعة في المعيشة والصحة في الأجسام . كالذي :
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : حتى إذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا من الرزق .
حدثنا الحرث ، قال : حدثنا القاسم بن سلام ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يحدث عن حماد بن زيد ، قال : كان رجل يقول : رحم الله رجلاً تلا هذه الاَية ثم فكر فيها ماذا أريد بها : حتى إذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أخَذْناهُمْ بَغْتَةً .
حدثني الحرث ، قال : حدثنا القاسم ، قال : حدثنا ابن أبي رجاء من أهل الثغر ، عن عبد الله بن المبارك ، عن محمد بن النضر الحارثي ، في قوله : أخَذْناهُمْ بَغْتَةً قال : أمهلوا عشرين سنة .
ويعني تعالى ذكره بقوله أخَذْناهُمْ بَغْتَةً أتيناهم بالعذاب فجأة وهم غارّون لا يشعرون أن ذلك كائن ولا هو بهم حال . كما :
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج : حتى إذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أخَذْناهُمْ بَغْتَةً قال : أعجب ما كانت إليهم وأغرّها لهم .
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ أخَذْناهُمْ بَغْتَةً يقول : أخذهم العذاب بغتة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : أخَذْناهُمْ بَغْتَةً وقال : فجأة آمنين .
وأما قوله : فإذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فإنهم هالكون ، منقطعة حججهم ، نادمون على ما سلف منهم من تكذيبهم رسلهم . كالذي :
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : فإذَا هُمْ مُبْلِسُونَ قال : فإذا هم مهلكون متغير حالهم .
حدثني الحرث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا شيخ ، عن مجاهد : فإذَا هُمْ مُبْلِسُونَ قال : فإذا هم مهلكون .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فإذَا هُمْ مُبْلِسُونَ قال : المبلسّ : الذي قد نزل به الشرّ الذي لا يدفعه ، والمبلس أشدّ من المستكين ، وقرأ : فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبّهِمْ وَما يَتَضَرّعُونَ وكان أوّل مرّة فيه معاتبة وتقيّة ، وقرأ قول الله : أخَذْناهُمْ بالبأْساء والضّرّاءِ لَعَلّهُمْ يَتَضَرّعُونَ فَلَوْلا إذْ جاءَهُمْ بأسُنا تَضَرّعُوا حتى بلغ : وَزَيّنَ لَهُمُ الشّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ثم جاء أمر ليس فيه تقية ، وقرأ : حتى إذَا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أخَذْناهُمْ بَغْتَةً فإذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فجاء أمر ليس فيه تقية ، وكان الأوّل لو أنهم تضرّعوا كشف عنهم .
حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : حدثنا بقية بن الوليد ، عن أبي شريح ضبارة بن مالك ، عن أبي الصلت ، عن حرملة أبي عبد الرحمن ، عن عقبة بن مسلم ، عن عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذَا رأَيْتَ اللّهَ يُعْطِي عَبْدَهُ فِي دُنْياه ، إنّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ » ثم تلا هذه الاَية : فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ إلى قوله : والحَمْدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ .
وحّدث بهذا الحديث عن محمد بن حرب ، عن ابن لهيعة ، عن عقبة بن مسلم ، عن عقبة بن عامر ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : «إذَا رَأَيْتَ اللّهَ تَعالى يُعْطِي العِبادَ ما يَسْأَلُونَ على معَاصِيهِم إيّاهُ ، فإنّمَا ذلكَ اسْتِدْرَاجٌ مِنْهُ لَهُمْ » ثم تلا : فَلَمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أبْوَابَ كُلّ شَيْءٍ . . . الاَية .
وأصل الإبلاس في كلام العرب عند بعضهم : الحزن على الشيء والندم عليه . وعند بعضهم : انقطاع الحُجة والسكوت عند انقطاع الحجة . وعند بعضهم : الخشوع ، وقالوا : هو المخذول المتروك ، ومنه قول العجاج :
يا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْما مُكْرَسَا ***قالَ نَعَمْ أعْرِفُهُ وأبْلَسَا
فتأويل قوله : «وأبلسا » عند الذين زعموا أن الإبلاس : انقطاع الحجة والسكوت عنده ، بمعنى : أنه لم يحر جوابا . وتأوّله الاَخرون بمعنى الخشوع ، وترك أهله إياه مقيما بمكانه . والاَخرون : بمعنى الحزن والندم ، يقال منه : أبلس الرجل إبلاسا ، ومنه قيل لإبليس : إبليس .
{ فلما نسوا ما ذكروا به } من البأساء والضراء ولم يتعظوا به . { فتحنا عليهم أبواب كل شيء } من أنواع النعم مراوحة عليهم بين نوبتي الضراء والسراء ، وامتحانا لهم بالشدة والرخاء إلزاما للحجة وإزاحة للعلة ، أو مكرا بهم لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال " مكر بالقوم ورب الكعبة " . وقرأ ابن عامر { فتحنا } بالتشديد في جميع القرآن ووافقه يعقوب فيما عدا هذا والذي في " الأعراف " . { حتى إذا فرحوا } أعجبوا { بما أوتوا } من النعم ولا يزيدوا غير البطر والاشتغال بالنعم عن المنعم والقيام بحقه سبحانه وتعالى : { أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } متحسرون آيسون .