الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ} (44)

{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } أي أنكروا ما عظوا وأمروا به { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } أي بدلناهم مكان البلاء والشدة بالرخاء في العيش والصحة في الأبدان { حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ } أعجبوا { بِمَآ أُوتُواْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } فجأة امن ما كانوا بالعجب ما كانت الدنيا لهم ، { فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } يئسون من كل خير .

قال السدي : هالكون ، ابن كيسان : خاضعون ، وقال الحسن : منصتون .

وقرأ عبد الرحمن السلمي : مبلسون بفتح اللام مفعولا بهم أي مؤيسون . وأصل الإبلاس الإطراق من الحزن والندم .

وقال مجاهد : الإبلاس الفضيحة . وقال : ابن زيد المبلس الذي قد نزل به الشر الذي لا يدفعه .

قال جعفر الصادق : فلما نسوا ما ذكروا به من التعظيم فتحنا عليهم أبواب كل شيء من النعم حتى إذا فرحوا بما أوتوا من الترفيه والتنعيم جاءتهم بغتة إلى سوء الجحيم