تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ} (44)

الآية 44 وقوله تعالى : { فلما نسوا ما ذكروا به } يحتمل ابتداء ترك ؛ أي تركوا الإجابة إلى ما دعوا ، وتركوا ما أمروا به ، ويحتمل { فلما نسوا ما ذكروا به } من الشدائد والبلايا .

[ وقوله تعالى ]{[7090]} : { فتحنا عليهم أبواب كل شيء } يحتمل وجهين : يحتمل { أبواب كل شيء } مما يحتاجون إليه { حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذتهم بغتة } .

ويحتمل { فلما نسوا ما ذكروا به } أي تركوا ما وعظوا به ؛ يعني بالأمم الخالية مما دعاهم الرسل ، فكذبوهم { فتحنا عليهم } أي أنزلنا عليهم { أبواب كل شيء } من أنواع الخير بعد الضرر والشدة الذي كان نزل بهم .

[ وقوله تعالى ]{[7091]} : { حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } اختلف فيه : قال بعضهم : [ المبلس ]{[7092]} الآيس من كل خير ، وقال{[7093]} القتبي : المبلس الآيس الملقي بيديه ، وقال أبو عوسجة : المبلس هو الحزين المغتم الآيس من الرحمة وغيرها من الخير ، وقال الفراء : المبلس هو المنقطع الحجة . وقيل : لذلك سمي إبليس ، لعنه الله ، إبليس لما أيس من رحمة الله .


[7090]:- ساقطة من الأصل وم.
[7091]:- ساقطة من الأصل وم .
[7092]:- ساقطة من الأصل وم.
[7093]:- الواو ساقطة من الأصل وم .