السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ} (44)

{ فلما نسوا } أي : تركوا { ما ذكروا } أي : وعظوا وخوّفوا { به } وإنما كان النسيان بمعنى الترك لأنّ التارك للشيء معرضاً عنه كأنه قد صيره بمنزلة ما قد نسي { فتحنا عليهم أبواب كل شيء } أي : من الخيرات والأرزاق والملاذ التي كانت مغلقة عنهم فنقلناهم من الشدّة إلى الرخاء استدراجاً لهم ، وقرأ ابن عامر بتشديد التاء والباقون بالتخفيف { حتى إذا فرحوا بما أوتوا } أي : فرح بطر { أخذناهم } بالعذاب { بغتة } أي : فجأة { فإذا هم مبلسون } أي : متحسرون آيسون من كل خير .