المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

110- قل - أيها الرسول - للناس : إنما أنا إنسان مثلكم ، مرسل إليكم ، أعلمكم ما علمني الله إياه ، يوحى إلىّ أنما إلهكم إله واحد لا شريك له ، فمن كان يطمع في لقاء الله وثوابه ؛ فليعمل الأعمال الصالحة مخلصاً ، وليتجنب الإشراك بالله في العبادة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بأمر آخر منه - تعالى - لنبيه صلى الله عليه وسلم فقال : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يوحى إِلَيَّ أَنَّمَآ إلهكم إله وَاحِدٌ } .

أى : قل - أيها الرسول الكريم - للناس ، مبيناً لهم حقيقة أمرك ، بعد أن بينت لهم عدم تناهى كلمات ربك .

قل لهم : إنما أنا بشر مثلكم أوجدنى الله - تعالى - بقدرته من أب وأم كما أوجدكم . وينتهى نسبى ونسبكم إلى آدم الذى خلقه الله - تعالى - من تراب .

ولكن الله - عز وجل - اختصنى بوحيه وبرسالته - وهو أعلم حيث يجعل رسالته - وأمرنى أن أبلغكم أن إلهكم وخالقكم ورازقكم ومميتكم ، هو إله واحد لا شريك له لا فى ذاته ، ولا فى أسمائه ، ولا فى صفاته .

فعليكم أن تخلصوا له العبادة والطاعة ، وأن تستجيبوا لما آمركم به ، ولما أنهاكم عنه ، فإنى مبلغ عنه ما كلفنى به .

فالآية الكريمة وإن كانت تثبت للرسول صلى الله عليه وسلم صفة البشرية وتنفى عنه أن يكون ملكا أو غير بشر . . إلا أنها تثبت له - أيضا - أن الله - تعالى - قد فضله على غيره من البشر بالوحى إليه ، وبتكليفه بتبليغ ما أمره الله - تعالى - بتبليغه للعالمين . كما قال - سبحانه - { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } وكما قال - عز وجل - : { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ الله ولا أَعْلَمُ الغيب ولا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ } ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بتلك الجملة الجامعة لكل خير فقال : { فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } .

أى : قل - أيها الرسول الكريم - للناس : إنما أنا واحد مثلكم فى البشرية إلا أن الله - تعالى - قد خصنى واصطفانى عليكم برسالته ووحيه ، وأمرنى أن أبلغكم أن إلهكم إله واحد . فمن كان منكم يرجو لقاء الله - تعالى - ويأمل فى ثوابه ورؤية وجهه الكريم ، والظفر بجنته ورضاه ، فليعمل عملا صالحا ، بأن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله - تعالى - ومطابقاً لما جئت به من عنده - عز وجل - ولا يشرك بعبادة ربه أحدا من خلقه سواء أكان هذا المخلوق نبياً أم ملكا أم غير ذلك من خلقه - تعالى - .

وقد حمل بعض العلماء الشرك هنا على الرياء فى العمل ، فيكون المعنى : " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحاً ، ولا يرائى الناس فى عمله ، لأن العمل الذى يصاحبه الرياء هو نوع من أنواع الشرك بالله تعالى " .

والذى يبدو لنا أن حمل الشرك هنا على ظاهره أولى ، بحيث يشمل الإِشراك الجلى كعبادة غير الله - تعالى - والإِشراك الخفى كالرياء وما يشبهه .

أى : ولا يعبد ربه رياء وسمعة ، ولا يصرف شيئا من حقوق خالقه لأحد من خلقه ، لأنه - سبحانه - يقول : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً }

وقد ساق الإِمام ابن كثير جملة من الأحاديث عند تفسيره لقوله - تعالى - { فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } .

ومن هذه الأحاديث ما رواه ابن أبى حاتم ، من حديث معمر ، عن عبد الكريم الجزرى ، عن طاووس قال : قال رجل يا رسول الله ، إنى أقف المواقف أريد وجه الله ، وأحب أن يرى موطنى ، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزلت هذه الآية : { فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

83

وفي ظل هذا المشهد الذي يتضاءل فيه علم الإنسان ينطلق الإيقاع الثالث والأخير في السورة ، فيرسم أعلى أفق للبشرية - وهو أفق الرسالة الكاملة الشاملة . فإذا هو قريب محدود بالقياس إلى الأفق الأعلى الذي تتقاصر دونه الأبصار ، وتنحسر دونه الأنظار :

( قل : إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد . فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) . .

إنه أفق الإلوهية الأسمى . . فأين هنا آفاق النبوة ، وهي - على كل حال - آفاق بشريته ?

( قل : إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي . . . ) . . بشر يتلقى من ذلك الأفق الأسمى . بشر يستمد من ذلك المعين الذي لا ينضب . بشر لا يتجاوز الهدى الذي يتلقاه من مولاه . بشر يتعلم فيعلم فيعلم . . فمن كان يتطلع إلى القرب من ذلك الجوار الأسنى ، فلينتفع بما يتعلم من الرسول الذي يتلقى ، وليأخذ بالوسيلة التي لا وسيلة سواها :

( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) . .

هذا هو جواز المرور إلى ذلك اللقاء الأثير .

وهكذا تختم السورة - التي بدأت بذكر الوحي والتوحيد - بتلك الإيقاعات المتدرجة في العمق والشمول ، حتى تصل إلى نهايتها فيكون هذا الإيقاع الشامل العميق ، الذي ترتكز عليه سائر الأنغام في لحن العقيدة الكبير . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

روى الطبراني من طريق هشام بن عمار ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن قيس الكوفي ، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان أنه قال : هذه آخر آية أنزلت{[18597]} .

يقول لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم{[18598]} : { قُلْ } لهؤلاء المشركين المكذبين برسالتك إليهم : { إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } فمن زعم{[18599]} أني كاذب ، فليأت بمثل ما جئت به ، فإني لا أعلم الغيب فيما{[18600]} أخبرتكم به من الماضي ، عما سألتم من قصة أصحاب الكهف ، وخبر ذي القرنين ، مما هو مطابق{[18601]} في نفس الأمر ، لولا ما أطلعني الله عليه ، وأنا أخبركم { أَنَّمَا إِلَهُكُمْ } الذي أدعوكم إلى عبادته ، { إِلَهٌ وَاحِدٌ } لا شريك له ، { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ } أي : ثوابه وجزاءه الصالح ، { فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا } ، ما كان موافقًا لشرع الله { وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له ، وهذان ركنا العمل المتقبل . لا بد أن يكون خالصًا لله ، صوابًا{[18602]} على شريعة رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]{[18603]} . وقد روى ابن أبي حاتم من حديث معمر ، عن عبد الكريم الجَزَري ، عن طاوس قال : قال رجل : يا رسول الله ، إني أقف المواقف أريد وجه الله ، وأحب أن يرى موطني . فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا . حتى نزلت هذه الآية : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } .

وهكذا أرسل هذا مجاهد ، وغير واحد .

وقال الأعمش : حدثنا حمزة أبو عمارة مولى بني هاشم ، عن شَهْر بن حَوْشَب قال : جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال : أنبئني عما أسألك عنه : أرأيت رجلا يصلي ، يبتغي وجه الله ، ويحب أن يُحْمَد ، ويصوم ويبتغي وجه الله ، ويحب أن يحمد ، ويتصدق ويبتغي وجه الله ، ويحب أن يحمد ، ويحج ويبتغي وجه الله ، ويحب أن يحمد ، فقال عبادة : ليس له شيء ، إن الله تعالى يقول : " أنا خير شريك ، فمن كان له معي شريك{[18604]} فهو له كله ، لا حاجة لي فيه " . {[18605]}

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ، ثنا كثير بن زيد ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنبيت عنده ، تكون{[18606]} له الحاجة ، أو يطرقه أمر من الليل ، فيبعثنا . فكثر المحتسبون{[18607]} وأهل النُّوب ، فكنا نتحدث ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما هذه النجوى ؟ [ ألم أنهكم عن النجوى ]{[18608]} . قال : فقلنا : تبنا إلى الله ، أي نبيّ الله ، إنما كنا في ذكر المسيح ، وفرقنا منه ، فقال : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي ؟ " قال : قلنا : بلى . قال : " الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل يصلي لمكان الرجل " . {[18609]}

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو النضر ، حدثنا عبد الحميد - يعني ابن بَهْرَام - قال : قال شَهْر بن حَوْشَب : قال ابن غنم : لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء ، لقينا عبادة بن الصامت ، فأخذ يميني بشماله ، وشمال أبي الدرداء بيمينه ، فخرج يمشي بيننا ونحن نتناجى ، والله أعلم بما نتناجى به ، فقال عبادة بن الصامت : إن طال بكما عمر أحدكما أو كليكما ، لتوشكان{[18610]} أن تريا الرجل من ثبج المسلمين - يعني من وسط - قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأعاده وأبدأه ، وأحل حلاله وحرم{[18611]} حرامه ، ونزل عند منازله ، لا يَحُورُ فيكم إلا كما يَحُور{[18612]} رأس الحمار الميت . قال : فبينما نحن كذلك ، إذ طلع شداد بن أوس ، رضي الله عنه ، وعوف بن مالك ، فجلسا إلينا ، فقال شداد : إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من الشهوة الخفية والشرك " . فقال عبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء : اللهم غفرًا . أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب . وأما الشهوة الخفية{[18613]} فقد عرفناها ، هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها ، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ فقال شداد : أرأيتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل ، أو يصوم لرجل ، [ أو تصدق له ، أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا : نعم ، والله إنه من صلى لرجل أو صام له ]{[18614]} أو تصدق له ، لقد أشرك . فقال شداد : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ يقول ]{[18615]} : من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي فقد أشرك ؟ " فقال{[18616]} عوف بن مالك عند ذلك : أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله ، فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به ؟ فقال شداد عن ذلك : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله يقول : أنا خير قسيم لمن أشرك بي ، من أشرك بي شيئًا فإن [ حَشْده ]{[18617]} عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به ، وأنا عنه غني " {[18618]} .

طريق [ أخرى ]{[18619]} لبعضه : قال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحُبَاب ، حدثني عبد الواحد بن زياد ، أخبرنا عبادة بن نُسيّ ، عن شداد بن أوس ، رضي الله عنه ، أنه بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : شيء سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله [ فذكرته ]{[18620]} فأبكاني ، سمعت رسول الله يقول : " أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية " . قلت : يا رسول الله ، أتشرك أمتك [ من بعدك ؟ ]{[18621]} قال : " نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمسًا ولا قمرًا ، ولا حجرًا ولا وثنًا ، ولكن يراؤون بأعمالهم ، والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائمًا فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه{[18622]} .

ورواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذَكْوَان ، عن عبادة بن نُسيّ ، به{[18623]} . وعبادة فيه ضعف وفي سماعه من شداد نظر .

حديث آخر : قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا الحسين{[18624]} بن عليّ بن جعفر الأحمر ، حدثنا عليّ بن ثابت ، حدثنا قيس بن{[18625]} أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله يوم القيامة : أنا خير شريك ، من{[18626]} أشرك بي أحدًا فهو له كله " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، سمعت العلاء يحدث عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يرويه عن ربه ، عز وجل ، أنه قال : " أنا خير الشركاء ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري ، فأنا منه برئ ، وهو للذي أشرك " . تفرّد به من هذا الوجه{[18627]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يونس ، حدثنا لَيْث ، عن يزيد - يعني ابن الهاد - عن عمرو ، عن محمود بن لبيد ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " . قالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : " الرياء ، يقول الله يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء " {[18628]}

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر{[18629]} أخبرنا عبد الحميد - يعني ابن جعفر - أخبرني أبي ، عن زياد بن ميناء ، عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ليوم لا ريب فيه ، نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحدًا ، فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك " .

وأخرجه الترمذي وابن ماجه ، [ من حديث محمد بن ]{[18630]} بكر{[18631]} وهو البُرساني ، به{[18632]}

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا بكار ، حدثني أبي - يعني عبد العزيز بن أبي بكرة{[18633]} - عن أبي بكرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمَّع سمَّع الله به ، ومن راءى راءى الله به " {[18634]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية ، حدثنا شيبان ، عن فراس ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من يرائي يرائي الله به ، ومن يسمع يسمع الله به " {[18635]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، حدثني عمرو بن مرة ، قال : سمعت رجلا في بيت أبي عبيدة ؛ أنه سمع{[18636]} عبد الله بن عمرو يحدث ابن عمر{[18637]} ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سَمَّع الناس بعمله سَمَّع الله به ، سامع خلقه وصغره وحقره " [ قال ]{[18638]} : فذرفت عينا عبد الله{[18639]} .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي ، حدثنا الحارث بن غسان ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله ، عز وجل ، يوم القيامة في صحف مختومة{[18640]} ، فيقول الله : ألقوا هذا ، واقبلوا هذا ، فتقول الملائكة : يا رب ، والله ما رأينا منه إلا خيرًا . فيقول : إن عمله كان لغير وجهي ، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي " .

ثم قال الحارث بن غسان : روى عنه جماعة وهو بصري ليس به بأس{[18641]}

وقال ابن وهب : حدثني يزيد بن عياض ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبد الله{[18642]} بن قيس الخزاعي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام رياء وسمعة ، لم يزل{[18643]} في مقت الله حتى يجلس " . {[18644]}

وقال أبو يعلى : حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا محمد بن دينار ، عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص ، عن عوف{[18645]} بن مالك ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو ، فتلك{[18646]} استهانة استهان بها ربه ، عز وجل " . {[18647]}

وقال ابن جرير : حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو السَّكوني ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا ابن عياش{[18648]} ، حدثنا عمرو بن قيس الكندي ؛ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } وقال : إنها آخر آية نزلت من القرآن . {[18649]}

وهذا أثر مشكل ، فإن هذه الآية [ هي ]{[18650]} آخر سورة الكهف . والكهف كلها مكية ، ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها ما تنسخها{[18651]} ولا يغير حكمها{[18652]} بل هي مثبتة محكمة ، فاشتبه ذلك على بعض الرواة ، فروى بالمعنى على ما فهمه ، والله أعلم .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا أبو قُرَّرة ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ في ليلة : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ، كان له من نور ، من عدن أبين إلى [ مكة ]{[18653]} حشوه الملائكة{[18654]} غريب جدا .

آخر [ تفسير ]{[18655]} سورة الكهف ولله الحمد


[18597]:المعجم الكبير (19/392) وقال الهيثمي في المجمع (7/14): "رجاله ثقات".
[18598]:في ت، ف، أ: "صلوات الله وسلامة عليه".
[18599]:في ف، أ: "يزعم".
[18600]:في أ: "مما".
[18601]:في ت، أ: "المطابق".
[18602]:في ت: "صوابا خالصا له".
[18603]:زيادة من ف، أ.
[18604]:في أ: "شرك".
[18605]:تفسير الطبري (16/32).
[18606]:في ت، ف: "تأذن"، وفي أ: "نأذن".
[18607]:في أ: "المجسسون".
[18608]:زيادة من ف، أ، والمسند.
[18609]:المسند (3/30) وفي إسناده ربيح بن عبد الرحمن قال أحمد: ليس بمعروف، وقال البخاري: منكر الحديث.
[18610]:في أ: "ليوشكان".
[18611]:في ت: "فحرم".
[18612]:في ت، ف، أ: "لايجوز منكم إلا كما يجوز".
[18613]:في أ: "حفية".
[18614]:زيادة من ف، أ، والمسند.
[18615]:زيادة من ف، أ، والمسند.
[18616]:في ف، أ: "قال".
[18617]:زيادة من ف، أ.
[18618]:المسند (4/125).
[18619]:زيادة من ف، أ.
[18620]:زيادة من ف، أ.
[18621]:زيادة من ف، أ.
[18622]:في أ: "صيامه".
[18623]:المسند (4/123) وسنن ابن ماجة برقم (4305).
[18624]:في ف، أ: "الحسن".
[18625]:في أ: "عن".
[18626]:في أ: "فمن".
[18627]:المسند (2/301) ورواه ابن خزيمة في صحيحة برقم (938) من طريق محمد بن جعفر به.
[18628]:المسند (5/428) وقال الهيثمي في المجمع (1/102): "رجاله رجال الصحيح".
[18629]:في ف، أ: "بكير".
[18630]:زيادة من ف، أ.
[18631]:في ف، أ: بكير".
[18632]:المسند (4/215) وسنن الترمذي برقم (3154) وسنن ابن ماجة برقم (4203).
[18633]:في ف، أ: "بكر".
[18634]:المسند (5/45).
[18635]:المسند (3/40).
[18636]:في أ: "ليسمع".
[18637]:في أ: "عمرو".
[18638]:زيادة من ف، أ.
[18639]:المسند (2/162).
[18640]:في أ: "مختمة".
[18641]:مسند البزار برقم (3435) "كشف الأستار".
[18642]:في أ: "غبد الرحمن".
[18643]:في ت، أ: "يزد".
[18644]:قال الهيثمي في المجمع (10/223): "رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك". وله شاهد من حديث أبي هند الداري رواه أحمد في مسنده (5/270).
[18645]:في ت، ف، أ: "عروة".
[18646]:في أ: "فذلك".
[18647]:مسند أبي يعلى (9/54) وحسنه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (3/183) وقال الهيثمي في المجمع (10/221): "فيه إبراهيم ابن مسلم الهجري وهو ضعيف".
[18648]:في ت، أ: "ابن عباس".
[18649]:تفسير الطبري (16/32).
[18650]:زيادة من أ.
[18651]:في أ: "آية تنسخها".
[18652]:في ت، ف: "بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها".
[18653]:زيادة من ف، أ.
[18654]:مسند البزار برقم (3108) "كشف الأستار"، وأبو قرة الأسدى جهله الذهبي وابن حجر، وقال الذهبي: "نفرد عنه النضر بن شميل". وقال ابن حجر: "أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح".
[18655]:زيادة من ت.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

{ قل إنما أنا بشر مثلكم } لا أدعي الإحاطة على كلماته . { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد } وإنما تميزت عنكم بذلك . { فمن كان يرجو لقاء ربه } يؤمل حسن لقائه أو يخاف سوء لقائه . { فليعمل عملا صالحا } يرتضيه الله . { ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً } بأن يرائيه أو يطلب منه أجراً . روي أن جندب بن زهير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعمل العمل لله فإذا أطلع عليه سرني فقال : " إن الله لا يقبل ما شورك فيه " . فنزلت تصديقا له وعنه عليه الصلاة والسلام " اتقوا الشرك الأصغر " قالوا وما الشرك الأصغر قال " الرياء " . والآية جامعة لخلاصتي العلم والعمل وهما التوحيد والإخلاص في الطاعة .

ختام السورة:

وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأها عند مضجعه كان له نورا في مضجعه يتلألأ إلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم ، فإن كان مضجعه بمكة كان له نورا يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ " . وعنه عليه الصلاة والسلام " من قرأ سورة الكهف من آخرها كانت له نورا من قرنه إلى قدمه ، ومن قرأها كلها كانت له نورا من الأرض إلى السماء " .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

و { إنما أنا بشر مثلكم } لم أعط إلا ما أوحي إلي وكشف لي ، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي : «ينفد » بالياء من تحت ، وقرأ الباقون بالتاء ، وقوله { قل إنما أنا بشر مثلكم } المعنى : { إنما أنا بشر } ينتهي علمي إلى حيث { يوحى إلي } ومهم ما يوحى إلي ، أنما إلهكم إله واحد ، وكان كفرهم بعبادة الأصنام فلذلك خصص هذا الفصل مما أوحي إليه ، ثم أخذ في الموعظة ، والوصاة البينة الرشد ، و { يرجو } على بابها ، وقالت فرقة : { يرجو } بمعنى يخاف ، وقد تقدم القول في هذا المقصد ، فمن كان يؤمن بلقاء ربه وكل موقن بلقاء ربه ، فلا محالة أنه بحالتي خوف ورجاء ، فلو عبر بالخوف لكان المعنى تاماً على جهة التخويف والتحذير ، وإذا عبر بالرجاء فعلى جهة الإطماع وبسط النفوس إلى إحسان الله تعالى ، أي { فمن كان يرجو }

النعيم المؤبد من ربه { فليعمل } وباقي الآية بين في الشرك بالله تعالى ، وقال ابن جبير في تفسيرها لا يرائي في عمله وقد روي حديث أنها نزلت في الرياء ، حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عمن يجاهد ويحب أن يحمده الناس{[7911]} ، وقال معاوية بن أبي سفيان هذه آخر آية نزلت من القرآن{[7912]} .


[7911]:أخرجه عبد الرزاق، وابن أبي الدنيا في الإخلاص، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم عن طاوس قال: قال رجل: يا نبي الله، إني أقف مواقف أبتغي وجه الله وأحب أن يرى موطني، فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة بربه أحدا}. قال في (الدر المنثور): "وأخرجه الحاكم وصححه، والبيهقي موصولا، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما".
[7912]:أخرج هذا الخبر ابن جرير، وابن مردويه، وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "وهذا أثر مشكل، فإن هذه الآية آخر سورة الكهف، والكهف كلها مكية. ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها، بل هي مثبتة محكمة، فاشتبه ذلك على بعض الرواة، فروى بالمعنى على ما فهمه، والله أعلم".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

استئناف ثان ، انتقل به من التنويه بسعة علم الله تعالى وأنه لا يعجزه أن يوحي إلى رسوله بعلم كل ما يُسأل عن الإخبار به ، إلى إعلامهم بأن الرسول لم يبعث للإخبار عن الحوادث الماضية والقرون الخالية ، ولا أن من مقتضى الرسالة أن يحيط علم الرسول بالأشياء فيتصدى للإجابة عن أسئلة تُلقَى إليه ، ولكنه بشَر عِلمه كعلم البشر أوحَى الله إليه بما شاء إبلاغه عبادهُ من التوْحيد والشريعة ، ولا علم له إلاّ ما علّمه ربّه كما قال تعالى : { قل إنما أتبع ما يُوحى إليّ من ربّي } [ الأعراف : 203 ] .

فالحصر في قوله { إنما أنا بشر مثلكم } قصر الموصوف على الصفة وهو إضافي للقلب ، أي ما أنا إلاّ بشر لاَ أتجاوز البشرية إلى العلم بالمغيّبات .

وأدمج في هذا أهم ما يوحي إليه وما بعث لأجله وهو توحيد الله والسعي لما فيه السلامة عند لقاء الله تعالى . وهذا من ردّ العجز على الصدر من قوله في أوّل السورة { لينذر بأساً شديداً من لدنه } إلى قوله { إن يقولون إلا كذباً } [ الكهف : 2 5 ] .

وجملة { يوحى إلي } مستأنفة ، أو صفة ثانية ل { بشر } .

و { أنما } مفتوحة الهمزة أخت ( إنما ) المكسورة الهمزة وهي مركبة من ( أَنّ ) المفتوحة الهمزة و ( ما ) الكَافة كما ركبت ( إنما ) المكسورة الهمزة فتفيد ما تفيده ( أَنّ ) المفتوحة من المصدرية ، وما تفيده ( إنما ) من الحصر ، والحصر المستفاد منها هنا قصر إضافي للقلب . والمعنى : يوحي الله إليّ توحيد الإله وانحصار وصفه في صفة الوحدانية دون المشاركة .

وتفريع { فمن كان يرجو لقاء ربه } هو من جملة الموحى به إليه ، أي يوحَى إليّ بوحدانية الإله وبإثبات البعث وبالأعمال الصالحة .

فجاء النظم بطريقة بديعة في إفادة الأصول الثلاثة ، إذ جعل التوحيد أصلاً لها وفرع عليه الأصلان الآخران ، وأكد الإخبار بالوحدانية بالنّهي عن الإشراك بعبادة الله تعالى ، وحصل مع ذلك ردّ العجز على الصدر وهو أسلوب بديع .