{ قُلْ } لهم بعد ما بينْتَ لهم شأن كلماتِه تعالى : { إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } لا أدّعي الإحاطةَ بكلماته التامة { يوحى إِلَيَّ } من تلك الكلماتِ { أَنَّمَا إلهكم إله واحد } لا شريكَ له في الخلق ولا في سائر أحكامِ الألوهيةِ ، وإنما تميزْتُ عنكم بذلك { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ } الرجاءُ توقعُ وصولِ الخير في المستقبل ، والمرادُ بلقائه تعالى كرامتُه ، وإدخالُ الماضي على المستقبل للدِلالة على أن اللائقَ بحال المؤمن الاستمرارُ والاستدامةُ على رجاء اللقاءِ ، أي فمن استمر على رجاء كرامتِه تعالى { فَلْيَعْمَلِ } لتحصيل تلك الطِّلْبةِ العزيزة { عَمَلاً صالحا } في نفسه لائقاً بذلك المرجوِّ كما فعله الذين آمنوا وعملوا الصالحات { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا } إشراكاً جلياً كما فعله الذين كفروا بآيات ربِّهم ولقائه ، ولا إشراكاً كما يفعله أهلُ الرياء ومَنْ يطلبُ به أجراً ، وإيثارُ وضعِ المُظهَرِ موضعَ المُضمر في الموضعين مع التعرض لعنوان الربوبيةِ لزيادة التقريرِ ، وللإشعار بعلية العنوانِ للأمر والنهي ووجوبِ الامتثالِ فعلاً وتركاً . روي أن جُندُبَ بنَ زهير رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعمل العملَ لله تعالى فإذا اطّلع عليه سرّني ، فقال عليه الصلاة والسلام : « إن الله لا يقبل ما شوُرك فيه » فنزلت تصديقاً له . وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال له : « لك أجران أجرُ السرِّ وأجرُ العلانية » وذلك إذا قصد أن يُقتدى به . وعنه عليه السلام : « اتقوا الشركَ الأصغرَ » قيل : وما الشركُ الأصغرُ ؟ قال : « الرياء » .
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ سورةَ الكهفِ من آخرها كانت له نوراً من قَرْنه إلى قدمه ، ومن قرأها كلَّها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء » . وعنه صلى الله عليه وسلم : « من قرأ عند مضجعه : { قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يوحى إِلَىَّ } الخ ، كان له من مضجعه نوراً يتلألأ إلى مكةَ ، حشْوُ ذلك النورِ ملائكةٌ يصلّون عليه حتى يقوم ، وإن كان مضجعُه بمكةَ كان له نوراً يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمورِ ، حشوُ ذلك النورِ ملائكةٌ يصلُون عليه حتى يستيقظ » الحمد لله سبحانه على نعمه العِظام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.