تفسير الأعقم - الأعقم  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

{ قل } يا محمد { إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أَنَّما إلهكم إله واحد } لا شريك له في الإِلهية تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه } الآية نزلت في رجل جاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : إني أحب الجهاد وأحب أن يرى مكاني ، فأنزل الله هذه الآية ، وقيل : نزلت في جندب بن زهير كان يصلي ويصوم لقالة الناس لا يريد به وجه الله فنزلت الآية { فمن كان يرجوا لقاء ربه } جزاؤه وما وعد الله المؤمنين على التوحيد والتمسك بالشريعة ، وقيل : من كان يخاف الله لم يراه على معصية ، والرجاء يتضمن المعنيين الخوف والأمل ، قال الشاعر :

فلا كل ما ترجو من الخير كائنٌ ولا كل ما ترجو من الشر واقع

وقوله : { فليعمل عملاً صالحاً } خالصاً ، وقيل : الصالح ما وافق الشرع وأمر الله به { ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } ، قيل : لا يرائي بعبادة الله ، وقيل : الربا الشرك الأصغر ، وروي مرفوعاً ، ومن قرأ عند مضجعه : { قل إنما أنا بشر مثلكم } إلى آخر السورة كان له نوراً في مضجعه يتلألأ إلى مكة ، حشو ذلك النور ملائكة يصلّون عليه إلى أن يكتبه ، وإن كان مضجعه بمكة كان له نوراً يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور ، حشو ذلك النور ملائكة يصلّون عليه حتى يستيقظ .