بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} (110)

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يوحى إِلَىَّ أَنَّمَا إلهكم إله وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ } ، أي من يخاف البعث بعد الموت . { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالحا } ، أي خالصاً فيما بينه وبين الله تعالى ، { وَلاَ يُشْرِكْ } ؛ أي لا يخلط ولا يرائي { بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا } . وقال سعيد بن جبير { فَمَن كَانَ يَرْجُو } ، أي من كان يوجو ثواب ربه ؛ وروي عن مجاهد أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إني أتصدق بالصدقة وألتمس بها وجه الله ، وأحب أن يقال لي خيراً . فنزل : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالحا } . قرأ حمزة والكسائي وابن عامر في إحدى الروايتين { ءانٍ * يَنفَدُ } بالياء بلفظ التذكير ، وقرأ الباقون بالتاء بلفظ التأنيث ؛ لأن الفعل إذا كان مقدماً على الاسم يجوز التأنيث والتذكير .

قال الفقيه : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عمران قال : حدّثنا أبو عبد الله المديني ، عن مخلد بن عبد الواحد ، عن الخليل ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن زر بن حبيش ، عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الكَهْفِ فَهُوَ مَعْصُومٌ ثَمَانِيَةَ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ تَكُونُ ، فَإنْ خَرَجَ الدَّجَّالُ فِي تِلْكَ الثَّمَانِيَةِ أيَّامٍ ، عَصَمَهُ الله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمَنْ قَرَأ الآيةَ الَّتِي فِي آخِرِهَا { قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } إلى الخاتِمَةِ حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ ، كَانَ لَهُ نُورٌ يَتَلألأ فِي مَضْجعِهِ إلى مَكَّةَ ، حَشْوُ ذلك النُّورِ مَلائِكَةٌ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَقُومَ مِنْ مَضْجَعِهِ . وَإنْ كَانَ مَضْجعُهُ بِمَكَّةَ فَتَلاَهَا ، كَانَ نُورٌ يَتلأْلأ مِنْ مَضْجَعِهِ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ ، حَشْوُ ذلكَ النُّورِ مَلائِكَةٌ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ مِنْ نَوْمِهِ » . إلى غير ذلك مما ورد في فضلها من الأخبار والآثار ؛ وصلى الله على سيدنا محمد النبي المختار وعلى آله وصحابته الأطهار ، صلاة وسلاماً دائمين ما تعاقب الليل والنهار ، آمين آمين آمين ؛ والحمد لله رب العالمين