تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الفلق

مكية ، عددها خمس آيات .

{ قل أعوذ برب الفلق } آية وذلك أن لبيد بن عاصم بن مالك ، ويقال : ابن أعصم اليهودي ، سحر النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عقدة في وتر ، فجعله في بئر لها سبع مواني في جف طلعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إليها ، فدب فيه السحر ، واشتد عليه ثلاث ليال ، حتى مرض مرضا شديدا ، وجزعت النساء ، فنزلت المعوذات ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم إذ رأى كأن ملكين قد أتياه ، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، ثم قال أحدهما لصاحبه : ما شكواه ؟ قال : أصابه طب ، يقول : سحر ، قال : فمن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي ، قال : في أي شيء ؟ قال : تنزف البئر ، ثم يخرج قشر الطلعة فيحرقه ، ثم يحل العقد ، كل عقدة بآية من المعوذتين ، فذلك شفاؤه ، فلما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وجه علي بن أبي طالب ، عليه السلام ، إلى البئر ، فاستخرج السحر ، وجاء به فأحرق ذلك القشر .

ويقال : إن جبريل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمكان السحر ، وقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : حل عقدة ، واقرأ آية ، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، فجعل يذهب عنه ما كان يجد حتى برأ ، وانتشر للنساء .

{ قل أعوذ برب الفلق } يعني برب الخلق .