الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الفلق( {[1]} ) مدنية( {[2]} )

قوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق } إلى آخرها .

( قال زر : " سألت أُبيّ بن كعب عن المعوذتين ، فقال : سألت رسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : قيل لي فقلت( {[78286]} ) فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ( {[78287]} ) . وقاله ابن مسعود بمثله( {[78288]} ) .

ومعنى ذلك –والله أعلم- أنهما سألا النبي صلى الله عليه وسلم عن إثبات " قل " في أولهما( {[78289]} ) ، فقال النبي عليه السلام : قيل لي : " قل أعوذ " ، فقلت : [ أي ] ( {[78290]} ) : قيل لي : اقرأ { قل أعوذ } فقرأها ، بإثبات " قل " على أنها( {[78291]} ) أمر به . وكأنه كان يقال( {[78292]} ) في غير هذه السور الثلاث( {[78293]} ) : قل ألم نشرح " ، " قل إنا أنزلناه " .

وقيل في هذه الثلاثة( {[78294]} ) : اقرأ : { قول أعوذ } ، اقرأ : { قل هو الله }( {[78295]} ) ، هذا بإثبات( {[78296]} ) " قل " في ذلك .

وقال( {[78297]} ) أبي كعب وابن مسعود : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( {[78298]} ) فالمعنى : اقرأ –يا محمد- { قل أعوذ برب الفلق } .

قال ابن عباس : " الفلق " ( {[78299]} ) : سجن قي جهنم " ( {[78300]} ) . قال بعض الصحابة : الفلق بيت في جهنم ، إذا فتح هرب( {[78301]} ) أهل النار ، [ كذا في كتاب عبد بن حميد ] ( {[78302]} ) .

وذكر ابن وهب أن كعبا قال : الفلق بيت في جهنم( {[78303]} ) إذا ( فتح ) ( {[78304]} ) صاح جميع أهل النار من شدة حره( {[78305]} ) أعاذنا الله منها( {[78306]} ) .

وقال السدي : الفلق جُبٌّ " في جهنم " ( {[78307]} ) . وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال ) ( {[78308]} ) : " الفلق جب في جهنم مغطى " ( {[78309]} ) .

وقال أبو عبد الرحمن [ الحُبُلي ] ( {[78310]} ) : هو جهنم( {[78311]} ) .

وقال ابن عباس والحسن وابن جبير ومحمد بن كعب ومجاهد وقتادة وابن زيد : هو فلق النهار ، ويريدون فلق الصبح( {[78312]} ) ، وعن ابن جبير [ أيضا ] ( {[78313]} ) أنه جُبٌّ في النار( {[78314]} ) .

والعرب تقول : هي أبْيَن( {[78315]} ) من فلق الصبح ، ومن [ فَرَق ] ( {[78316]} ) الصبح( {[78317]} ) يعنون الفجر ، ويقولون لكل شيء أضاء( {[78318]} ) من الأرض : فلق .

وعن ابن عباس أيضا : الفلق : [ الخلق ] ( {[78319]} ) .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[78286]:أ: قيل لي قل فقلت. وما في المتن هو الذي عند البخاري.
[78287]:أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة (قل أعوذ برب الفلق)، ح: 4973.
[78288]:أ: وقال ابن مسعود مثله. وانظر: الفتح 8/743.
[78289]:أ: أولها.
[78290]:زيادة من أ.
[78291]:أ: على ما.
[78292]:أ: قيل.
[78293]:أ: الثلاثة.
[78294]:أ: الثلاث.
[78295]:أ: هو الله أحد.
[78296]:أ: فقرأها بإثبات.
[78297]:أك قال.
[78298]:ما بين قوسين (قال زر –رسول اللهy) ساقط من ث.
[78299]:ساقط من ث.
[78300]:جامع البيان 30/349.
[78301]:ث: هر. ولعله أنسب. "يقال: هر الكلب يهر هريرا، فهو هار وهرار إذا نبح وكشر عن أنيابه، وقيل هو صوته دون نباحه" النهاية لابن الأثير: 5/259.
[78302]:ساقط من م، ولم أقف على رواية ابن حميد. وقد ذكر الطبري هذا المعنى نفسه عن أحد الصحابة وذكر له قصة، انظر: جامع البيان 30/349.
[78303]:ث: في بجهنم.
[78304]:ساقط من ث.
[78305]:أ: حرها.
[78306]:انظر: تفسير ابن كثير 4/213.
[78307]:جامع البيان 30/349.
[78308]:ساقط من أ.
[78309]:أخرجه الطبري في جامع البيان 30/349، قال ابن كثير في تفسيره: 4/517" هذا حديث غريب منكر لا يصح".
[78310]:م: الحملي. والذي في المتن هو عبد الله بن يزيد المعافري أبو عبد الرحمن الحبلي، تابعي ثقة، (ت100هـ) انظر: تاريخ الثقات للعجلي: 283 والترقيب 1/462.
[78311]:انظر: جامع البيان 30/350 وتفسير ابن كثير 4/613.
[78312]:انظر: هذا المعنى عمن ذكرهم مكي في جامع البيان 30/350.
[78313]:زيادة من أ، ث.
[78314]:انظر تفسير القرطبي 20/254.
[78315]:أبين.
[78316]:م: فوق.
[78317]:انظر: إعراب النحاس 5/313 وإعراب ابن خالويه: 233، وفي كتاب سوائر الأمثال على أفعل ص 61: "أبين من وضح الصبح".
[78318]:كانها في أ: اطما.
[78319]:م: الحلق. وانظر: جامع البيان 30/351 وتفسير ابن كثير 4/613.