أحد لا شريك له ، وذلك أن عامر بن الطفيل بن صعصعة العامري ، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أما والله لئن دخلت في دينك ليدخلن من خلفي ، ولئن امتنعت ليمتنعن من خلفي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" فما تريد" ؟ قال : أتبعك على أن تجعل لي الوبر ، ولك المدر ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا شرط في الإسلام" ، قال : فاجعل لي الخلافة بعدك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا نبي بعدي" ، قال : فأريد أن تفضلني على أصحابك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا ، ولكنك أخوهم ، إن أحسنت إسلامك" ، فقال : فتجعلني أخا بلال ، وخباب بن الأرت ، وسلمان الفارسي ، وجعال ، قال :" نعم" ، فغضب ، وقال : أما والله لأثيرن عليك ألف أشقر عليها ألف أمرد ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ويحك تخوفني" ؟ قال له جبريل ، عليه السلام ، عن ربه : لأثيرن على كل واحد منهم ألفا من الملائكة ، طول عنق أحدهم مسيرة سنة ، وغلظها مسيرة سنة ، وكان يكفيهم واحد ، ولكن الله عز وجل أراد أن يعلمه كثرة جنوده ، فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعجب مما سمع منه ، فلقيه الأربد بن قيس السهمي ، فقال له : ما شأنك ؟ وكان خليله ، فقص عليه قصته ، وقال : إني دخلت على ابن أبي كبشة آنفا ، فسألته الوبر ، وله المدر فأبى ، ثم سألته من بعده فأبى ، ثم سألته أن يفضلني على أصحابه ، فأبى ، وقال : أنت أخوهم ، إن أحسنت إسلامك ، فقال له : أفلا قتلته ؟ قال : لم أطق ذلك ، قال : فارجع بنا إليه ، فإن شئت حدثته حتى أضرب عنقه ، فانطلقا على وجوههما ، حتى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقعد عامر عن يمينه والأربد عن يساره ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ما يريدان ، قال : وجاء ملك من الملائكة فعصر بطن الأربد بن قيس ، وأقبل عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع يده على فمه ، وهو يقول : يا محمد ، لقد خوفتني بأمر عظيم ، وبأقوام كثيرة فمن هؤلاء ؟ قال :" جنودي ، وهم أكثر مما ذكرت لك" ، قال : فأخبرني ما اسم ربك ؟ وما هو ؟ ومن خليله ؟ وما حيلته ؟ وكم هو ؟ وأبو من هو ؟ ومن أي حي هو ؟ ومن أخوه ؟
وكانت العرب يتخذون الأخلاء في الجاهلية ، فأنزل الله تعالى { قل } يا محمد { هو الله أحد } لقوله : ما اسمه ؟ وكم هو ؟ { الله الصمد } لقوله : ما طعامه ؟
{ الله الصمد } الذي لا يأكل ولا يشرب .
{ لم يلد } يقول : ولم يتخذ ولدا { ولم يولد } آية يقول : ليس له ولد يكتنى به ، لقوله : وابن من هو ؟
ثم قال :{ ولم يكن له كفوا أحد } آية لقوله : من خليله ؟ ويقول : ليس له نظير ، ولا شبيه ، فمن أين يتخذ الخليل ؟ فأشار بيده وبعينه إلى الأربد بن قيس ، وهو في جهد قد عصر الملك بطنه ، حتى أراد أن يخرج خلاه من فيه ، وقد أهمته نفسه ، فقال الأربد : قم بنا ، فقاما ، فقال له عامر : ويحك ما شأنك ؟ قال : وجدت عصرا شديدا في بطني ، ووجعا ، فما استطعت أن أرفع يدي .
قال : فأما الأربد بن قيس ، فخرج يومئذ من المدينة ، وكان يوما متغيما ، فأدركته صاعقة في الطريق فقتلته ، وأما عامر بن الطفيل ، فوجاه جبريل ، عليه السلام ، في عنقه ، فخرج في عنقه دبيلة ، ويقال : طاعون فمرض بالمدينة ، فلم يأوه أحد إلا امرأة مجذوبا من بني سلول ، فقال جزعا من الموت : غدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية ، ابرز إلى يا موت ، فأنا قاتلك ، فأنزل الله عز وجل :{ وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال } [ الرعد :13 ] .
وأيضا :{ قل هو الله أحد } وذلك أن مشركي مكة قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انعت لنا ربك وصفه لنا ، وقال عامر بن الطفيل العامري : أخبرنا عن ربك أمن ذهب هو ، أو من فضة ، أو من حديد ، أو من صفر ؟ وقالت اليهود : عزيز ابن الله ، وقد أنزل الله عز وجل نعته في التوراة ، فأخبرنا عنه يا محمد ، فأنزل الله عز وجل في قولهم :{ قل } يا محمد { هو الله أحد } لا شريك له
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.