تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (36)

قوله عز وجل : { والبدن جعلناها لكم من شعائر الله } يعنى من أمر المناسك { لكم فيها خير } يقول : لكم في نحرها أجر في الآخرة ومنفعة في الدنيا ، وإنما سميت البدن ، لأنها تقلد وتشعر وتساق إلى مكة ، والهدى الذي ينحر بمكة ، ولم يقلد ، ولم يشعر والجزور البعير الذي ليس ببدنه ، ولا بهدي .

{ فاذكروا اسم الله عليها } إذا نحرت { صواف } يعنى معقولة يدها اليسرى قائمة على ثلاثة قوائم مستقبلات القبلة . قال الفراء : صواف ، يعنى يصفها ، ثم ينحرها ، فهذا تعليم من الله ، عز وجل ، فمن شاء نحرها على جنبها .

{ فإذا وجبت جنوبها } يعنى فإذا خرت لجنبها على الأرض بعد نحرها { فكلوا منها وأطعموا القانع } يعنى الراضي الذي يقنع بما يعطي ، وهو السائل { والمعتر } الذي يتعرض للمسألة ، ولا يتكلم فهذا تعليم من الله ، عز وجل ، فمن شاء أكل ، ومن لم يشأ لم يأكل ، ومن شاء أطعم ، ثم قال سبحانه : { كذلك سخرناها } يعنى هكذا ذللناها { لكم } يعنى المدن { لعلكم تشكرون } آية ، ربكم ، عز وجل ، في نعمه .