تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرٗاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنٗا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (33)

{ وليستعفف } عن الزنا ، ويقال : نكاح الأمة { الذين لا يجدون نكاحا } يعنى سعة التزويج { حتى يغنيهم الله من فضله } يعنى برزقه فيتزوج الحرائر تزوجوا الإماء ، { والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم } يعنى عبيدكم { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا } يعنى مالا ، نزلت في حويطب بن عبد العزى ، وفي غلامه صبيح القبطي ، وذلك أنه طلب إلى سيده المكاتبة على مائة دينار ، ثم وضع عنه عشرين دينارا ، فأداها وعتق ، ثم إن صبيحا يوم حنين أصابه سهم فمات منه ، ثم أمر الله تبارك تعالى أن يعينوا في الرقاب ، فقال : { وءاتوهم } يعنى وأعطوهم { من مال الله الذي آتكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } يقول : ولا تكرهوا ولائدكم على الزنا ، نزلت في عبد الله بن أبي المنافق ، وفي جاريته أميمة ، وفي عبد الله بن نتيل المنافق ، وفي جاريته مسيكة ، وهي بنت أميمة ، ومنهن أيضا معاذة ، وأروى ، وعمرة ، وقتيلة ، فأتت أميمة وابنتها مسيكة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إنا نكره على الزنا ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } { إن أردن تحصنا } يعنى تعففا عن الفواحش ، { لتبتغوا عرض الحياة الدنيا } يعنى كسبهن وأولادهن من الزنا { ومن يكرههن } على الزنا { فإن الله من بعد إكراههن } لهن في قراءة ابن مسعود { غفور } لذنوبهن { رحيم } آية بهن ، لأنهن مكرهات .