جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۖ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ ثَوَابٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ} (195)

{ فاستجاب لهم ربهم } : يعدى بنفسه وباللام { أنّي } أي : بأني ، { لا أُضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى } : بيان{[918]} عامل ، { بعضكم من بعض } : في الدين أو كلكم من آدم أو لأن الذكر من الأنثى ، والأنثى من الذكر قالت{[919]} أم سلمة : يا رسول الله لا نسمع الله تعالى ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله تعالى ( فاستجاب لهم ) إلخ . { فالذين هاجروا } : تفصيل للأعمال ، { وأُخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا } : الكفار ، { وقُتلوا } : في الجهاد ، { لأكفّرن } : لأمحون ، { عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار } : تحت أشجارها ، { ثوابا{[920]} من عند الله } أي : لأثيبنهم ثوابا من عند الله العظيم ، { والله عنده حُسن الثواب } : على الطاعات .


[918]:يعني أن مِنْ بيانية فالمراد بالعامل الشخص العامل ليعم الذكر والأنثى/12.
[919]:رواه الحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجه/12 منه [وهو كما قال وأخرجه أيضا الترمذي والطبراني وغيرهما، وانظر صحيح سنن الترمذي (2420)].
[920]:يعني أن ثوابا مصدر مؤكد فإن قوله لأكفرن عنهم ولأدخلنهم في معنى لأثيبنكم لا أن تقدر عامله كما يظهر من كلامنا بادي الرأي/12.