تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ} (64)

قال الله عز وجل : { قل } لهم يا محمد : { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء } ، يعني كلمة العدل ، وهي الإخلاص ، { بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا } من خلقه ، { ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله } ، لأنهم اتخذوا عيسى ربا ، { فإن تولوا } ، يعني فإن أبوا التوحيد ، { فقولوا } لهم أنتم : { اشهدوا بأنا مسلمون } ، يعني مخلصين بالتوحيد ، فقال العاقب : ما نصنع بملاعنته شيئا ، فوالله لئن كان كاذبا ما ملاعنته بشيء ، ولئن كان صادقا لا يأتي علينا الحول حتى يهلك الله الكاذبين .

قالوا : يا محمد ، نصالحك على ألا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا ، على أن نؤدي إليك ألف حلة في صفر ، وألف حلة في رجب ، وعلى ثلاثين درعا من حديد عادية ، فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فقال : "والذي نفس محمد بيده ، لو لاعنوني ، ما حال الحول ويحضرني منهم أحد ، ولأهلك الله الكاذبين" ، قال عمر ، رضى الله عنه : لو لاعنتهم بيد من كنت تأخذ ، قال : "آخذ بيد علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، عليهم السلام ، وحفصة ، وعائشة ، رحمهما الله" .