لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ} (64)

هي كلمة التوحيدِ وإفرادِ الحق سبحانه في إنشاء الأشياء بالشهود .

وقوله : { أَلاَّ نَعْبُدُ إِلاَّ اللهَ } : لا تطالع بِسِرِّك مخلوقاً . وكما لا يكون غيرُه معبودَك فينبغي ألا يكون غيرُه مقصودَك ولا مشهودَك ، وهذا هو اتِّقاء الشِرْك ، وأنت أول الأغيار الذين يجب ألا تشهدهم .

{ وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًاْ } ويظهر صدقُ هذا بترك المدح والذم لهم .

ونفي الشكوى والشك عنهم ، وتنظيف السر عن حسبان ذرة من المحو والإثبات منهم . قال صلى الله عليه وسلم " أصدق كلمة قالتها العربُ قول لبيد " :

ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطل *** وكل نعيمٍ لا مَحالة زائل

فإنَّ الذي على قلوبهم من المشاق أشد . وأمَّا أهل البداية فالأمر مُضيَّقٌ عليهم في الوظائف والأوراد ، فسبيلهم الأخذ بما هو الأشق والأصعب ، لفراغهم بقلوبهم من المعاني ، فمن ظنَّ بخلاف هذا فقد غلط .